طبقة الأوزون… درع الأرض يقترب من التعافي بعد عقود من الخطر

في اليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون، الذي يُصادف 16 أيلول، يطرح سؤال جوهري: ماذا لو اختفت هذه الطبقة الحيوية التي تحمي الأرض؟ وإلى أي مدى وصلت جهود ترميم الثقب الذي اكتُشف قبل عقود؟
طبقة الأوزون تقع في “الستراتوسفير” على ارتفاع يتراوح بين 15 و35 كيلومترًا عن سطح الأرض، وتضم تركيزًا عاليًا من جزيئات الأوزون (O₃). هذه الجزيئات تتشكل عندما تُجزّئ الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس جزيئات الأكسجين (O₂)، فتتفاعل الذرات الحرة الناتجة لتكوّن الأوزون.
رغم أن الأوزون في هذه الطبقة نادر نسبيًا، إلا أن وظيفته شديدة الحساسية: إذ يمتص ما بين 97 و99% من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (UV-B وUV-C)، التي قد تُلحق أضرارًا بالحمض النووي للكائنات الحية.
في ثمانينيات القرن الماضي، دق ناقوس الخطر بعد اكتشاف “ثقب الأوزون” فوق القارة القطبية الجنوبية، ما أدى إلى إقرار “بروتوكول مونتريال” للحد التدريجي من المواد الكيميائية المسؤولة عن تآكله، وعلى رأسها مركبات الكلوروفلوروكربون.
لو اختفت طبقة الأوزون فجأة، لكانت النتائج كارثية: ارتفاع معدلات سرطان الجلد، أمراض العيون مثل إعتام العدسة والتهاب القرنية الضوئي، إضافة إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة التعرض للأمراض المعدية. الحيوانات بدورها كانت ستواجه تهديدات وجودية، كما ستنهار النظم البيئية البحرية بسبب تأثر العوالق النباتية الحساسة بالأشعة، ما يؤدي إلى خسائر مدمرة في الثروة السمكية. أما الزراعة، فكانت ستتراجع بشكل خطير بسبب تأثر محاصيل أساسية كالأرز والقمح والذرة، لتلوح مجاعة عالمية في الأفق.
لكن هذا السيناريو القاتم بدأ يتبدد؛ إذ نجحت الجهود الدولية في تقليص المواد المستنزفة للأوزون، وبدأت الطبقة تتعافى تدريجيًا. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ثقب الأوزون يتقلص باضطراد، وأنه من المتوقع أن تتعافى الطبقة بالكامل بحلول منتصف القرن الحالي.