إدمان الألعاب الإلكترونية عند الأطفال.. ما الحل؟
في سنوات انتشار فيروس كورونا، توقف أكثر من مليار ونصف المليار طفل تقريبا عن الذهاب إلى مدارسهم، وقضى كثيرون منهم المزيد من الوقت أمام الشاشات للدراسة أو الانخراط في ألعاب الفيديو، ما زاد من معدلات إدمان الألعاب الإلكترونية واستدعى منظمة الصحة العالمية وعديد الدول إلى العمل من أجل الحد من الظاهرة.
وباتت هذه المشكلة تؤرق العالم، ففي يونيو من عام 2018، قررت منظمة الصحة العالمية ولأول مرة، تصنيف إدمان ألعاب الفيديو على أنها “مشكلة صحية عقلية”، وذلك خلال تصنيف للأمراض أصدرته المنظمة بعد أكثر من 10 سنوات من العمل على إعداده.
وأشارت المنظمة إلى أنه “من أجل تشخيص اضطراب الألعاب، يجب أن يكون نمط السلوك على درجة كافية من الخطورة، مما يؤدي إلى ضعف كبير في مجالات العمل الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من المجالات المهمة، وعادة ما يكون واضحا لمدة 12 شهرا على الأقل.”
تحذيرات
وكشفت المنظمة، عبر موقعها الإلكتروني، عن عدد من العلامات التي تشير إلى الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات أو إدمان ألعاب الفيديو.
وأشارت إلى أن بعض تلك العلامات الأكثر شيوعًا، هو التأثر على قدرة الشخص على التركيز وإكمال مهامه المدرسية، ويؤثر سلبا على علاقات الشخص مع أفراد أسرته وأقرانه.
كما يتسبب هذا الإدمان أو الإفراض في أن يجعل الألعاب هي الأولوية في حياة الشخص على المهام الأساسية مثل: الأكل والنوم والنظافة الشخصية والتمارين الرياضية.
ويتسبب ذلك في حدوث تغيرات كبيرة في مزاج الشخص أو قدرته على السيطرة على حالات الهياج (مثل العدوان الجسدي) عندما يُطلَب منه التوقف عن تلك الأنشطة.
ما الحل؟
دعت “الصحة العالمية” أيضا إلى، ضرورة أن يعمل مقدمو خدمات الرعاية الصحية على نشر المعلومات عن خطر الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات أو الانخراط في ألعاب الفيديو، وكيفية الوقاية من ذلك الخطر.
كما أن عليهم تقديم دورات الدعم النفسي وإسداء المشورة عبر الإنترنت، متى أمكن، للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن إدمان ألعاب الفيديو.
أما شركات التكنولوجيا الرقمية وألعاب الفيديو، فيجب عليهم ضمان إدراج “تدابير السلامة وميزات المراقبة الأبوية في الأنشطة والألعاب عبر الإنترنت”، و”تطوير برامج ألعاب تجذب صغار السن إلى ممارسة النشاط البدني”، بحسب منظمة الصحة العالمية.
أما صنّاع السياسات حول العالم فعليهم الانتباه إلى الخطورة المتصاعدة على شبكة الإنترنت التي قد يتعرّض لها الصغار، و”دعم إعداد المواد التثقيفية لعموم الناس حول الأضرار الناجمة عن الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات وممارسة الأنشطة عبر الإنترنت بما فيها ألعاب الفيديو”. (الحرة)