من الكوابيس إلى الموت… هكذا تتغيّر أحلامنا مع التقدم في السن
كشفت أبحاث أن محتوى الأحلام يتغير بشكل ملحوظ خلال مراحل الحياة المختلفة، وتعزى هذه التغيرات إلى التحولات التي تطرأ على حياة الفرد مع التقدم في السن، سواء في مجال العمل أو العلاقات أو الصدمات التي يواجهها.
وبحسب تقرير لـ”واشنطن بوست”، فإن الخبراء يرون أن هذه التغييرات في الأحلام ناجمة عن التحولات الكبرى التي يمر بها الشخص على امتداد سنوات العمر، سواء في مجال العمل أو العلاقات الشخصية أو الصدمات أو حتى الموت، معتبرين أن الأحلام “غالبا ما تعكس هذه التغييرات في حياتنا بطرق قد تكون مؤلمة أو ممتعة على حد سواء”.
ويقول عالم النفس جوزيف، دي كونينك: “الحلم هو نتاج العمر. هناك مساحة مفتوحة للعقل، وإذا انتبهت إلى أحلامك، يمكنك أن تتعلم الكثير عن نفسك. الأحلام تدعم فكرة أنها استمرارية لحياتنا اليقظة”.
وعلى الرغم من أن محتوى الأحلام قد يكون صعب التحليل لأن الناس غالبا ما ينسون أحلامهم، إلا أن العلماء يتفقون على أن هناك العديد من المواضيع الثابتة التي تظهر بشكل متكرر بدءا من الطفولة وخلال مختلف مراحل الحياة.
وكشفت الأبحاث، أنه خلال مرحلة الطفولة، تظهر الحيوانات بشكل متكرر في أحلام الأطفال، ربما بسبب ارتباطهم بالقصص والحيوانات الأليفة. كما أن الأطفال غالبًا ما يعانون من كوابيس”، وفقا لكيلي بولكلي، باحث الأحلام وكاتب ومؤسس قاعدة بيانات النوم والأحلام.
وبحسب قوله، غالبا ما ترمز الحيوانات في أحلام الأطفال إلى غرائزهم ودوافعهم، حيث يشعر الأطفال بانسجام أكبر مع الحيوانات.
كما أن الأطفال لديهم المزيد من الكوابيس، وهذا يتعارض مع الصورة النمطية للطفولة كفترة سعيدة وبريئة. فالأطفال يدركون صغر حجمهم وضعفهم، بالتالي فإن أكبر مخاوفهم هي الاختطاف وفقدان الرعاية الوالدية. والحلم المتكرر في الطفولة هو أن يتم اختطافهم.
وفي مرحلة المراهقة والشباب، تبرز “الأحلام الساخنة” ذات المحتوى الجنسي والعدواني بصورة أكبر.
ومع التقدم في العمر، يلاحظ الخبراء انخفاضا في وتيرة الأحلام ذات المحتوى الجنسي والرياضي. فبينما يكون الشباب أكثر عرضة للحلم بأصدقائهم، يميل كبار السن إلى الحلم بأقاربهم بشكل أكبر. كما أن كوابيس كبار السن تقل مقارنة بالشباب، لكن أحلامهم عن الأشخاص المتوفين تزداد.
المصدر : الحرة