منها البومة والفئران… 7 مخلوقات “رُبطت” بالموت!
ارتبطت حيوانات مختلفة بالموت على مر التاريخ. ولكن لماذا أصبحت بعض المخلوقات مرادفة لنهاية الحياة؟.
إليكم سبعة أنواع من الحيوانات ارتبطت تاريخيا بالموت والحياة الآخرة في ثقافات مختلفة.
أبو قرن
يعرف طائر أبو قرن الأرضي الجنوبي (Bucorvus Leadbeateri) بأنه آكل للحوم يصطاد الحيوانات الصغيرة والحشرات ويتواجد في الأراضي العشبية والسافانا ومناطق الغابات المفتوحة.
ويُنظر للطائر على أنه يجلب الموت والدمار في تسعة بلدان في جنوب وشرق إفريقيا، وفقا لمسح أجري عام 2014 على 98 شخصا، وُصف في مجلة علم الأحياء العرقي والطب العرقي.
وبشكل عام، اعتبر الناس طائر أبو قرن الجنوبي نذير شؤم. وذكرت الدراسة أن بعض الناس في زيمبابوي ومالاوي اعتقدوا أن وقوفه على سطح المنزل سيجلب الحظ السيء. وإذا تم رصد طيور أبو قرن في مجموعات ذات أعداد فردية، فهذا يعتبر علامة على الموت.
وفي تنزانيا، يُنظر إلى الطائر على أنه حامل للأرواح الميتة والأرواح الغاضبة.
اليعسوب
في اليابان، تظهر اليعسوبات الحمراء (Sympetrum frequens) عندما تكون بالغة من الأراضي العشبية المنخفضة، وتهاجر إلى الجبال العالية لتتغذى. وتزداد كثرتها في بداية فصل الخريف حيث تنحدر من الجبال إلى أماكن تكاثرها في مستويات منخفضة.
ويتماشى هذا التوقيت تماما مع مهرجان أوبون الصيفي، الذي يحتفل بأرواح الموتى العائدة لزيارة أحبائها. وكان يُنظر إلى اليعسوبات الحمراء الكبيرة على أنها رسل لهذه الأرواح، وفقا لدراسة إثنوغرافية أجريت عام 1959.
النسور
تستخدم النسور حاسة الشم المذهلة لاكتشاف الجيف من مسافة تزيد عن ميل واحد.
ولكن من المثير للدهشة أنه في مصر القديمة كان يُنظر إلى النسر على أنه رمز للنظافة داخل دائرة الحياة والموت. ووفقا للمعهد الأنثروبولوجي الملكي لبريطانيا العظمى وإيرلندا، أصبحت النسور شعار الإله، ماوت، أو “أم الجميع”.
وربما كان المصريون القدماء يعتقدون أن جميع النسور كانت إناثا وتفقس تلقائيا من البيض. وأدى ذلك إلى وضع النسر كغطاء للرأس من قبل زوجات الفراعنة والنساء الفراعنة للحماية.
وتنظر بعض الثقافات إلى النسور كطرق مقدسة للتخلص من الموتى.
الخفافيش
في بعض الثقافات، ارتبطت الخفافيش منذ فترة طويلة بالموت.
على سبيل المثال، يربط شعب الماوري في نيوزيلندا الخفافيش بطائر الهوكيوي، وهو طائر ليلي أسطوري يقال إنه يتنبأ بالموت.
ووفقا لكتاب راوبو لأمثال الماوري، هناك قول مأثور “الخفاش يطير عند الشفق، والهوكيوي يطير في الليل”. وتقول الأسطورة إن الطائر لم يُرى قط، ولم يُسمع إلا في الليل من خلال صراخه في الظلام.
ومن الممكن أن يكون الهوكيوي في الواقع طائرا منقرضا الآن يُعرف باسم نسر هاست (Hieraaetus moorei).
البومة
قد ترتبط البومة بالموت جزئيا لأنها ليلية إلى حد كبير. وفي العديد من الثقافات، فهي رمز للموت ورسل الآلهة من العالم السفلي، بحسب كتاب “البومة” للكاتب ديزموند موريس.
وعلى سبيل المثال، في الأساطير الرومانية، يعد صوت البومة علامة على الموت الوشيك، وفقا للكتاب. ويُعتقد أن البومة تنبأت بوفاة العديد من الأباطرة الرومان، حيث جاء موتهم بعد صوت البومة.
وتم اكتشاف معتقدات مماثلة خلال دراسة استقصائية أجريت في مرتفعات منطقة نييري بوسط كينيا. وتمت مقابلة اثنين وسبعين مزارعا في ثمانية مناطق للبومة، مع إجراء 2 إلى 12 مقابلة لكل منطقة. وعندما سئلوا “ما هو اعتقاد مجتمعك العرقي بشأن البومة؟”، أجاب 76٪ من المزارعين بالقول إن صرخة البومة تسبب الموت.
الغربان
تعد الغربان الجيفة (Corvus corone) طيورا ذكية للغاية تأكل أي شيء بدءا من التوت وحتى لحم الحيوانات الميتة المتحلل. وفي الفولكلور الإيرلندي، تعد Badb واحدة من ثلاث آلهة الحرب اتخذت شكل غراب، وفقا لمقالة من القرن التاسع عشر نُشرت في وقائع الأكاديمية الملكية الإيرلندية.
واقترح المقال أن هذا الفولكلور قال إنها كانت قادرة على التنبؤ بإراقة الدماء، الأمر الذي أرعب الجنود في ساحة المعركة.
الفئران
تحمل القوارض العديد من مسببات الأمراض، بعضها مميت.
على سبيل المثال، تم إلقاء اللوم على الفئران في الموت الأسود في القرن الرابع عشر، والذي كان سببه انتشار بكتيريا Yersinia pestis. وحتى وقت قريب، كان الناس يعتقدون أن الفئران تؤوي البراغيث التي تحمل العامل الممرض. وأدى الطاعون في نهاية المطاف إلى مقتل ما لا يقل عن 25 مليون شخص في أوروبا خلال خمس سنوات فقط.
ومع ذلك، تشير الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة إلى أن الفئران لم تكن الناقل الرئيسي للمرض. بل إن الإنسان وما يحمله من براغيث وقمل الجسم، هو الذي أدى إلى انتشار المرض.