في ايران… أزمة المياه تشعل الاحتجاجات
نظم إيرانيون يعيشون في إقليم سيستان بلوشستان الجنوبي الشرقي احتجاجا في 31 حزيران الماضي، وانتقدوا إخفاق الحكومة في التعامل مع أزمة المياه المتصاعدة والعواصف الرملية وإهمال حقوقهم في مياه نهر هلمند، مع وصول الجفاف في المنطقة إلى مرحلة حرجة، وفقا لما ذكرته “راديو أوروبا الحرة”، الثلاثاء.
وشارك في الاحتجاج، الذي وصفته وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية بـ”التجمع القانوني”، مئات من سكان مدينة زابل، وطالبوا الرئيس، إبراهيم رئيسي، بالحضور إلى المنطقة، ودعوا أيضا إلى إنشاء مجلس أعلى لمعالجة الأزمة.
وينظر إلى تناقص إمدادات المياه على أنه تهديد وجودي لإيران، حيث ساهمت إدارة المياه السيئة والجفاف ومشاريع البنية التحتية المليئة بالفساد في ندرة المياه.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “سيستان بلا ماء (…) وليس فيها أسباب للعيش (…) ومتعطشة للمياه وللانتباه”. كما شددوا على الحاجة إلى مجلس لمعالجة الأزمات وحذروا من أن الوضع يمكن أن يتصاعد ويشكل “تحد للأمن القومي”.
وتسببت أزمة المياه والافتقار إلى التنمية الصناعية في معاناة شديدة لسكان المنطقة، حيث طالب بعضهم بتعويضات عن الأضرار الزراعية الناجمة عن الجفاف، والإعفاء الضريبي، وإعفاء مربي الماشية من القروض، في ما قال أحد المتظاهرين إنها مجرد البداية لمرحلة “حرجة للغاية” للإقليم.
وهذا الاحتجاج هو الخامس في نوعه خلال الأشهر الأخيرة بسبب أزمة المياه في سيستان بلوشستان. وركز تجمع سابق في أبريل الماضي على تقاعس وزارة الخارجية والوكالات الحكومية الأخرى عن السعي للحصول على حقوق مياه نهر هلمند من حكام طالبان في أفغانستان المجاورة.
وتضرر إقليم سيستان بلوشستان، ولا سيما مدنه الشمالية، بشدة من أزمة المياه والعواصف الترابية لعدة أشهر، وحصل انقطاع لمياه الشرب والكهرباء في الشهر الماضي.
وخلال اجتماع حول “المياه والتنمية والهجرة المناخية” عقد في يونيو، قال باحثون إيرانيون إنه بسبب أزمة المياه، هاجرت حوالي 10000 أسرة من زابل والمناطق المحيطة بها إلى أجزاء أخرى من إيران خلال العام الماضي.
ويقول خبراء إن تغير المناخ أدى إلى تفاقم موجات الجفاف والفيضانات التي تعاني منها إيران وأن شدتها وتواترها قد يهددان الأمن الغذائي.
وصلت درجات الحرارة في إيران، إلى مستويات قياسية، تسببت في جفاف أنهار وبحيرات، بينما أضحت فترات الجفاف هي الغالبة على حالة الطقس، ما أثار أزمة مياه مستعصية في البلاد.
ووصلت درجات الحرارة في إيران، إلى مستويات قياسية، تسببت في جفاف أنهار وبحيرات، بينما أضحت فترات الجفاف هي الغالبة على حالة الطقس، ما أثار أزمة مياه مستعصية في البلاد.
وارتفعت مساحات التصحر في إيران بوتيرة مذهلة، حيث حذر مسؤولون في يونيو الماضي من أن أكثر من مليون هكتار من أراضي البلاد، أي ما يعادل تقريبا مساحة محافظة قم، أو لبنان، أصبحت غير صالحة للعيش.
وأُجبرت طهران على بحث سبل السيطرة على هذا المشهد المهدد للحياة، في بلد تصل فيه نسبة الأراضي القاحلة أو شبه القاحلة إلى 90 في المئة، بينما تواجه امتعاضا متزايدا من طرف الشعب بسبب سياستها في المجال.
ويعترف مسؤولون بأن الوضع الذي بلغته إيران بمثابة دق لناقوس الخطر ينطوي على أزمة وجودية ونزوح جماعي للمدنيين، وفق ما نقل موقع إذاعة أوروبا الحرة.
وبلغت درجات الحرارة في جنوب غرب إيران، هذا الشهر، نحو 66.7 درجة مئوية، وهي أعلى مما يمكن أن يتحمله الإنسان.
وحذر علماء إيرانيون من أن مستويات المياه في بحيرة أرومية، المعرضة لخطر الجفاف الشديد، هي الأدنى المسجلة منذ 60 عاما.
ويقال في إيران إن هذا الارتفاع المذهل في درجات الحرارة، سببه تغير المناخ، لكن تقرير الإذاعة يرى غير ذلك.
ونقل التقرير عن الخبيرة في علوم البيئة، شيرين حكيم، قولها إن مشكلة إيران تكمن في بناء سدود ضخمة ومشاريع ري كثيفة الاستهلاك للمياه، فهي من ساهمت في جفاف الأنهار وخزانات المياه الجوفية.
واندلعت مشاكل بين طهران ودول مجاورة وحتى احتجاجات داخلية مناهضة للحكومة في المناطق المتضررة بشدة من إيران بسبب شح الموارد المائية.
وساهم تدهور حالة التربة في زيادة الغبار والعواصف الرملية التي ساعدت في جعل تلوث الهواء في إيران من بين الأسوأ في العالم.
وقضت سياسة السدود تقريبا على المياه الجوفية بالأراضي الصالحة للزراعة، ومن ثم بالإنتاج الزراعي، مما يهدد سبل العيش ويؤدي إلى الهجرة الداخلية من الريف إلى المناطق الحضرية، والتي بدورها يمكن أن تطلق العنان لمجموعة كبيرة من المشاكل ذات الصلة.
وقالت حكيم في الصدد: “بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد على المناطق الحضرية بسبب أنماط الهجرة هذه إلى إجهاد البنية التحتية والموارد الطبيعية وخلق تحديات اجتماعية واقتصادية”.
وزاد عدد سكان إيران أكثر من الضعف منذ الثورة الإسلامية عام 1979، حيث ارتفع من حوالي 35 مليونا إلى ما يقرب من 88 مليونا، مع تركز حوالي 70 في المئة من السكان بالمدن.(الحرة)