الإفراط في استخدام الأطفال لتطبيقات الفيديو يعزز السلوك العدواني

دعت دراسة صينية حديثة الآباء إلى إعادة النظر في السماح لأطفالهم في سن الثالثة أو الرابعة باستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي أو منصات بث الفيديوهات القصيرة مثل “تيك توك”.
ووفقاً للدراسة، فإن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يستخدمون هذه التطبيقات “بإفراط” أكثر عرضة لإظهار سلوكيات عنيفة أو غير اجتماعية مقارنةً بغيرهم من الأطفال في نفس الفئة العمرية.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس التطوري، إلى الحاجة الملحّة أمام الآباء والمعلمين لمعالجة مسألة تعرض الأطفال الصغار لمحتوى الفيديو عبر هذه التطبيقات. وأوضح فريق الباحثين، المنتمين بمعظمهم إلى جامعة جنوب غرب الصين في شونجشينج، أن “الإفراط في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة يرتبط سلباً بتحسن السلوكيات الاجتماعية، ويرتبط إيجاباً بزيادة السلوكيات العدوانية”.
وبيّن الباحثون أن السلوك الاجتماعي الإيجابي يُقصد به عادة الأفعال التي تعود بالنفع على الآخرين وتساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي. كما حذروا من أن “الاستخدام المفرط لمقاطع الفيديو القصيرة بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة أصبح أكثر شيوعاً”، مشيرين إلى أنهم سعوا لتوضيح تأثير هذه الظاهرة على “تطور السلوك الاجتماعي” لدى الأطفال بين سن الثالثة والسادسة.
وتأتي هذه النتائج في سياق تراكم الأدلة العلمية التي تربط استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي بسلوكيات سلبية ومشاكل في الصحة النفسية، حتى بين البالغين. كما أنها تعقب شكاوى قُدمت ضد منصة البث المباشر “تويتش”، التي اتُهمت عام 2023 بعدم توفير الحماية الكافية للأطفال المستخدمين.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت المخاوف بشأن مدى ملاءمة منصات محادثة الذكاء الاصطناعي للأطفال، حيث اعتبرت منظمة “كومون سينس ميديا” في تقريرها الأخير أن تطبيق “جيميني” التابع لغوغل غير آمن بالنسبة لهم.