كيف تتعلم البرمجة وكيف تستفيد من دور الذكاء الاصطناعي؟
يتقدم العالم الرقمي بشكل متزايد، لا سيما في لغات البرمجة التي تُشكل العمود الفقري لبنية الإنترنت، حيث تدخل في أبسط الاستخدامات، بداية من المواقع الإلكترونية البسيطة، وصولاً إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي المُعقدة. لذلك تعتبر من الوظائف التي تتمتع بمستقبل واعد.
وفي حال التفكير يوماً ما في الدخول إلى عالم البرمجة “الكبير”، فإن هذا الشرح مصمم خصيصاً لمن يرغب في ذلك.
لماذا البرمجة مُهمة؟
حالياً، تتسلل التكنولوجيا إلى كل جانب من جوانب حياتنا اليومية، عبر الهاتف الذكي، ومنصات التواصل الاجتماعي، والسيارات الحديثة، وحتى الثلاجات الذكية التي تعمل جميعها على أساس لغات برمجية متشابكة. لذلك تعتبر البرمجة هي “العصا السحرية” التي تحول البيانات إلى أدوات، وتجارب، وتطبيقات.
كما تُمكن البرمجة الأفراد من الإنشاء، والابتكار، والإبداع، فضلاً عن حل المشاكل. ومع تعقد عالمنا أكثر فأكثر، ستتطلب التحديات التي نواجهها حلولاً سريعة غالباً ما تعتمد على التكنولوجيا، ليصبح المبرمجون، في هذا السياق، أصولاً لا تُقدر بثمن.
فرص عمل مستقبلية
العمل كمبرمج ليس كباقي الوظائف، خاصة أنه يعد مربحاً جداً. ووفقاً لمكتب الإحصاءات التابع لوزارة العمل الأميركية، فإنه من المتوقع أن ينمو توظيف مطوري البرمجيات بنسبة 22% من عام 2020 إلى 2030، وهو معدل كبير مقارنة مع متوسط جميع الوظائف.
ويرجع ارتفاع الطلب على المبرمجين، إلى الاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية للتجارة، والترفيه، والصحة، وغيرها، إلى جانب انتقال الشركات إلى العمل عبر الإنترنت، ومطالبة المستهلكين بتجارب رقمية أفضل، ما يترتب عليه استمرار البرمجة في صدارة الوظائف.
علاوةً على ذلك، تشهد التخصصات داخل مجال البرمجة، مثل علوم البيانات، وخوارزميات تعلم الآلة، وأمن الشبكات، نمواً ملحوظاً، إذ تقدم هذه التخصصات رواتب “مغرية” وفرص عمل متاحة كثيرة.
كيف تبدأ رحلتك في البرمجة؟
تعتبر البرمجة من أسهل المهن للتعلم الذاتي، أخيراً، إذ يمكن الوصول إلى مصادر تعلمها الآن بسهولة. ففي الماضي، كان يجب الذهاب إلى الجامعات لاكتساب مهارات برمجية، ولكن خلال الأعوام الماضية، توافرت مجموعة متنوعة من الموارد المتاحة لدخول هذا المجال.
وعلى سبيل المثال تقدم المنصات عبر الإنترنت، مثل Codecademy، وLeetCode، و FreeCodeCamp، دورات منهجية في لغات برمجية متعددة، إلى جانب اختبارات تفاعلية، مما يمكن المتعلمين من إدراك المفاهيم بشكل أسرع.
ويعتبر التعلم الذاتي في مجال البرمجة، فكرة رائجة، لأن ما تبحث عنه الشركات عادة هو المهارة البرمجية، ومهارات حل المشكلات، وليست الشهادة الجامعية.
كم من الوقت سيستغرق الأمر؟
الوقت الذي يستغرقه تعلم البرمجة يعتمد على الأهداف التي تتطلع إليها. ففي حال بناء موقع ويب بسيط، قد تتمكن من إتمام الأمر خلال أسابيع. ومع ذلك، يمكن أن يستغرق “التميز” في البرمجة أو التخصص في مجال مثل الذكاء الاصطناعي سنوات.
لذلك، من المهم أن تكون الأهداف واضحة من التعلم. هل ترغب في أن تتعلم تطوير الواجهات الأمامية (Frontend) أو الواجهات الخلفية (Backend)، أو تنشئ تطبيقات محمولة، أو تختص في تعلم الآلة؟.. بمجرد وجود هدف، قم بتوجيه مسار تعلمك وفقاً لذلك.
اللغات الشائعة في 2023
ظلت لغات مثل Python، وJavaScript، وJava شائعة على مر السنين، ولكن في عام 2023، كسبت لغتا Rust وGo جاذبية كبيرة بفضل أدائهما وقابليتهما للتوسع.
ولكن تظل لغة JavaScript في صدارة اللغات المهمة، لأنها تتفوق على غيرها في تطوير الويب. وبالنسبة لتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، يُفضل عادة استخدام Python.
دور الذكاء الاصطناعي
وبشأن الذكاء الاصطناعي، تطور دوره في البرمجة بشكل كبير، ويمكن لأدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي الآن مساعدة المطورين في كتابة “الكود”، وتحديد الأخطاء، وحتى تحسين الأداء، وفي بعض الأوقات يعمل كمساعد ثانوي لتعزيز قدرات المطورين.
بالإضافة إلى ذلك، مع التقدم في الشبكات العصبية وتعلم الآلة، نرى ظهور برامج قادرة على “كتابة” الشيفرة الخاصة بها بناءً على البيانات التي يتم إرسالها لها. على الرغم من أن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل المبرمجين، إلا أنه يشير إلى انتقال نحو نهج تعاوني أكثر بين الإنسان والآلة.