في لبنان… تصريحات “غير مسؤولة” في غياب القرارات المسؤولة!
في بلد أكثر ما يحتاج اليه هو قرارات مسؤولة، يطالعنا فيه مسؤولونا بتصريحات غير مسؤولة، معرّضين علاقات لبنان مع الدولة العربية الشقيقة “الواقفة على كفّ عفريت” للخطر.
لم يتعلّم وزير الإقتصاد اللبناني في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام من تصريحات أسلافه الوزراء “غير المسؤولة”، فصرّح وبكلّ “ثقة تامّة” أنه و”بشخطة قلم” يمكن للكويت أن تتخد قرارا ببناء إهراءات لبنان في بيروت وطرابلس.
كلام سلام ولّد استياء كويتياً وقد يستتبع باجراءات صارمة دبلوماسيا تجاه لبنان، وكأنّه لا يكفي هذا البلد الإستياء العربي والدولي من سلوك مسؤوليه في الملفات كافة، وخصوصا في الملف الرئاسي والنقدي والقضائي.
سلام سارع الى تبرير كلامه للدولة الكويتية خصوصا بعد أن دعاه وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح الى سحب تصريحاته حرصاً على العلاقات الثنائية بين البلدين. فأوضح سلام في مؤتمر صحافي، أنه “قصد من خلال استعمال مقولة “بشخطة قلم” وهي عبارة تستخدم باللغة اللبنانية العامية أن الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد باستعمال هذه العبارة تجاوز الاصول والاليات الدستورية والقانونية المرعية الاجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان”.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فسارع الى تلطيف الأجواء، مؤكدا في بيان “عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين ومتانتها والتي لن تشوبها شائبة”. كما أكد أن دولة الكويت لم تتوان، ضمن الاصول، عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود. كما شدد ميقاتي على “احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف اذا تعلق الأمر بدولة الكويت التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي”.
البيانات والتبريرات التي اعتادت عليها الدول العربية قد تكون فقدت تأثيرها ولم تعد تجدي مع الدول الشقيقة.
فإلى متى سيبقى المسؤولون اللبنانيون يتصرّفون بطريقة “غير مسؤولة” غير مكترسين الى وضع لبنان الحسّاس؟
فراغ رئاسي يخّيم على البلد، تعطيل يشلّ المؤسّسات، تقاذُف كرة مسؤولية الإقتراض من مصرف لبنان بين الحكومة والمجلس النيابي، وتخفيض “فيتش” لتصنيف لبنان الائتماني بالعملة المحلية إلى حالة التخلف عن الدفع، بالإضافة الى الوضع الأمني المستجدّ في مخيّم عين الحلوة رافقها مطالبة سفارات الدول العربية رعاياها بـ”اتخاذ الحيطة والحذر” أو بمغادرة الأراضي اللبنانية… كلّها مواضيع تحتاج الى قرارات “مسؤولة” وأكثر بكثير من “شخطة قلم”.
وحده الموسم السياحي عامر في لبنان على أمل ألا يضربه السياسيون بتصريحاتهم “غير المسؤولة” و”غير المبرّرة”. ويبقى المطلوب كلاما أقلّ وأفعالا أكثر!