لبنان

لبنان يحتفل بعيد انتقال العذراء.. “إنّها مريم المنتصرة على الخطيئة”!

15 آب, 2024

في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدّسة بمناسبة انتقال السيدة مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء، كما حددها البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.

وبعد رجوع المسيح إلى الآب عاشت العذراء على الأرض حوالي 23 سنة.

وقبل حلول الروح القدس كانت مع الرسل “المثابرين على الصلاة بقلب واحد” (اعمال 1/ 14)، وتوفيت بين أيديهم بعمر يقارب ال 72 سنة.

ويعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني: “ان مريم بعد أن كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وعظّمها الرب كملكة العالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها ربّ الأرباب (رؤيا 19/ 16) المنتصر على الخطيئة والموت”.

الاحتفال بعيد السيّدة في المناطق اللبنانيّة

في السياق، أنهت القرى والبلدات الشمالية استعداداتها للاحتفال بعيد انتقال العذراء، وبدأت المسيرات الإيمانية إلى الكنائس التي تحمل اسم العذراء، كما الاحتفالات الخاصّة بالمناسبة إحياءً للتقاليد والعادات المتوارثة.

وأبرز المسيرات أمس، مسيرة راجلة من حدث الجبّة إلى قنّوبين، لاقت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ترأّس وفق تقليد درج عليه أسلافه، قداساً في كنيسة السيدة في الدير البطريركي، بمشاركة جمع من الأهالي والراهبات الأنطونيّات المسؤولات عن الدير في الوادي المقدّس. وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة تحدّث فيها عن معاني عيد انتقال العذراء، طالباً شفاعتها لحماية العائلات ولبنان واللبنانيين جميعاً.

الجبّة وبشرّي

وفي الجبّة وبشرّي، تُرفع ليلة العيد الصلوات وتُقام الاحتفالات الخاصّة بالمناسبة مع توزيع الهريسة على المحتفلين.

إهدن وزغرتا

وكانت المسيرات الدينية انطلقت نحو سيدة زغرتا اعتباراً من أمس، ومنها مسيرة من كنيسة مار يوحنا زغرتا عبر الأوتوستراد الرئيسيّ فالتلّ ثمّ الساحة، في تطواف بذخائر الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي الإهدنيّ، وتدشين المذبح الجديد المقام على اسمه في الكنيسة، ووضع الذخائر ليتبارك منها المؤمنون يوم عيد انتقال السيدة العذراء.

وفي إهدن، ووفقاً للتقليد، جرى صباحاً “شطف” كنيسة سيّدة الحارة وتنظيفها، تمهيداً للقداس الاحتفاليّ فيها مساء اليوم، وفتحها طوال نهار العيد غداً.

الكورة

وفي الكورة، يحتفل أبناء القضاء الأرثوذكس جنباً إلى جنب مع الموارنة، بعيد رقاد السيدة بالقداديس والصلوات.

البترون

وكانت انطلقت في العديد من القرى والبلدات البترونيّة مهرجانات عيد السيّدة والحفلات الخاصّة بالعيد، وفق التقاليد المتّبعة من صلوات وحلقات الدبكة والطبل والزمر وإطلاق المفرقعات الناريّة وعيش فرح العيد الذي يأمل معه البترونيّون أن يحمل الخلاص للبنان.

عكّار

في حين تستعدّ بلدات عكّارية عدّة للاحتفال بالعيد، وخصوصاً في الكنائس التي تحمل اسم السيّدة العذراء، طالبين شفاعتها كي يعبر لبنان إلى برّ الأمان.

وعلى غرار كلّ عيد، يجتمع أبناء القرى والبلدات في ساحات الكنائس مؤدّين نذوراتهم، تالين صلواتهم ومحتفلين بليلة العيد، عبر إعداد الأطباق الريفية التقليدية الّتي يتقاسمونها في ما بينهم، إضافة إلى الحلويات والفاكهة الموسمية، وعرانيس الذرة المسلوقة والمشوية.

زحلة

“زحلة مدينة العدرا” يقول الأرشمندريت جورج معلوف راعي كنيسة سيدة الزلزلة العجائبية للروم الأرثوذكس . فقد قامت المدينة قبل 300 سنة حول كنيسة الزلزلة، أقدم كنائس “مدينة الكنائس”.

ويؤكد الأب جورج أنّ “العذراء مريم تدعونا كي نكون أنقياء مثلها، ليحلّ الله فينا. ولبنان لن يستقيم من دون توبة ونقاوة ناسه”.

ولمناسبة عيد السيدة، افتتحت أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، المعرض الثاني للتصنيع الغذائي والمؤونة البيتية الذي أقيم في باحة كاتدرائية سيدة النجاة، برعاية سفير جمهورية النمسا رينيه بول امري.

بعلبك

أما تحضيرات بلدة بشوات (منطقة دير الأحمر) التي تحتضن مزار شفيعتها سيّدة بشوات، فتبعث الأمل في المستقبل رغم التحدّيات، إذ يحتفل الأهالي بالعيد متمسّكين بتقاليد راسخة وحماسة ملؤها الإيمان.

وقد وفد عدد كبير من المصلّين للمشاركة في القدّاسات والاحتفالات والمسيرات، ولا سيّما الاحتفال الكبير الذي أقيم ليلة أمس في المزار، وتتخلّله سهرة صلاة وتسبيح وسجود أمام القربان المقدّس طوال الليل، ليزاح القربان صباحاً ويحتفل بالقداس الإلهيّ إلى جانب تطواف مريميّ في شوارع البلدة.

كذلك يُقام قدّاس احتفاليّ برئاسة راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المطران حنّا رحمة مساء اليوم، وتطواف في دير الأحمر انطلاقًا من كنيسة سيّدة البرج، من ثمّ الوقفة الروحيّة في ساحة البلدة أمام كنيسة مار يوسف حيث تختتم بالقدّاس الإلهيّ في باحة الكنيسة.

شارك الخبر: