لماذا تنازلت الأحزاب المسيحيّة عن الملفّ الأهمّ؟
خاص موقع mtv
معيبٌ ما يحصل في ملفّ التربية. معيبٌ أيضاً كيفيّة التعامل مع هذا الملف من قبل الأحزاب المسيحيّة التي تنازلت تماماً عن دورها.
لم يحرّك ما كُتب، منذ أسبوع، على موقع mtv عمّا يبدو استهدافاً للمسيحيّين في وزارة التربية ومحاولات تغيير وجه هذا القطاع أيّاً من الأحزاب أو الزعماء المسيحيّين. تنازلٌ مرعبٌ عن الدور في ملفٍّ هو الأهمّ، ويتّصل بصورة لبنان وما تبقّى من دوره في مواجهة من يسعون الى تغيير هويّته الثقافيّة والاجتماعيّة والدينيّة.
تكرّر التنازل عينه في ملف الامتحانات الرسميّة، وهو موضوع مهمّ وحسّاس ويتّصل بالمستوى التعليمي الآخذ بالانحدار في زمن الامتحانات الرسميّة الشكليّة. بدا واضحاً، في الأسابيع الأخيرة، أنّ ماكينة الثنائي الشيعي، وخصوصاً حركة أمل، تحرّكت من أجل الإطاحة بهذه الامتحانات، عبر الضغط على وزير التربية، الذي استسلم ورضخ سريعاً، وعبر مواقف لنوّاب، وأخيراً عبر توصيات لجنة التربية النيابيّة التي اجتمعت أمس.
سيصدر الوزير عباس الحلبي موقفه اليوم، وهو يشكّل ضربةً جديدة لهيكل التربية اللبنانيّة، بحجّة المساواة مع تلامذة الجنوب، والنتيجة المزيد من انحدار في المستوى، في وقتٍ يعمل فيه خبراء وموظفون وأصحاب كفاءات في المركز التربوي للبحوث والإنماء على تعديل المناهج وتطويرها. عملٌ جادّ يتحوّل الى إضاعة وقت في ظلّ هكذا قرارات تراعي مصالح فئة من اللبنانيّين على حساب المستوى التعليمي.
يحصل ذلك كلّه وسط غيابٍ من الأحزاب المسيحيّة عن أيّ موقفٍ وأيّ دور، وحتى أيّ دعمٍ لموقفَي الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة ونقابة المعلّمين اللذين تُركا وحيدَين في مواجهة مؤامرة ضرب الامتحانات الرسميّة وإفراغها من سبب وجودها.
في وقتٍ يبدو فيه زعماء المسيحيّين وأحزابهم في عجزٍ تجاه التأثير في الأحداث الإقليميّة التي تنعكس على الداخل، كان الحريّ بهم أن يسعوا إلى تأثيرٍ ما في ملفٍّ بالغ الأهميّة هو الملفّ التربوي.
مرّة جديدة نُصاب بالخيبة…