مشهدٌ فاقع في مدرسة… فهل حان الوقت؟
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لم يعد للأسف مشهدُ التلاميذ في المدارس وهم يهتفون بإسم زعيم أو حزبٍ غريبًا علينا، هو غريب ربما على الفكر الذي نرغبُ أن يعمّ في هذه البلاد والذي يقول بتلقين الأجيال مفاهيمَ العلم والثقافة وحب الحياة بعيدا من التبعيّة والرغبة بالموت لافتداء الزعيم. وقد أعاد الفيديو الاخير الذي انتشر لأولاد بدوا وكأنهم في معسكرٍ وليس في مدرسة طرح موضوعِ الفدرالية من بابها العريض. فهل يكون مدخلا حلّ لهذا لاختلاف الكبير الموجود في التركيبة اللبنانية؟
إعتبر العضو المؤسّس في تجمّع إتحاديون جورج جبور أن ما يحصل في المدارس اللبنانية ليس بالامرِ الجديد ولا الغريب، فالاختلافات كثيرة بين المناطق في لبنان، وبين المدارس أيضا، فعطلة المدارس تختلف بحسب المناطق كذلك بالنسبة للكثير من القراءات التاريخية أو الاحداث، “فما يحصل في ذكرى استشهاد بشير الجميل في الاشرفية لا يحصلُ في البسطة مثلا”، وفق قوله.
ولفت جبور، في حديث لموقع mtv، إلى أن طرح الفدرالية هدفهُ تنظيمُ الوضعِ القائم، من خلال ضمانِ حقوقِ كل المجموعات من دون أن يهيمن أحدٌ على الآخر وعلى حقوقه، مع ترك كلّ فردٍ على طبيعته وثقافته وحريته ولكن ضمن نظام.
وشدّد على وجوب عدم نكران الهوية المتعدّدة في لبنان بل اعتمادِ نظامٍ يكونُ مناسبا لهذه المجموعات، لاننا نختلف على تفسيرِ الكثير من الامور وعلى رأسها المحطّات التاريخية، فما هو انتصارٌ للبعض هو هزيمة للآخرين، وتختلف قراءة الكثير من المحطات الاساسية في لبنان كـ”معركة الجبل” التي يرى فيها المسيحيون مثلا “تهجيرا الجبل”، فيما يعتبر آخرون في الجبل أنها “تحريرُ الجبل”.
ويضيف: “الاختلاف موجودٌ ولكن يجب تنظيمهُ من خلال حلّ يضمن الاختلاف والتعددية وخصوصيّات المكونات”، معدّدا على سبيل المثال مواضيع ارتداء “المايوه” وشرب الكحول في مناطق معيّنة.
نسأله عن النظرة اليوم إلى موضوع الفدرالية والتخوف من أن يكون مرادفًا للتّقسيم، فيجيب: “في العام 2021 لم نكن نجرؤ على لفظ كلمة فدرالية التي كانت كلمة مُشيطَنة، أما اليوم فتغيّرت النظرة إليها بشكل كبير وبات هناك زعماء ينادون بها من دون الخوفِ من اتهامهم بالرغبة بالتقسيم”، وهو لفت أيضا إلى الغوغائية التي يتعاطى بها البعض لهذا الموضوع، حيث يرفضون حتى البحث فيه أو التحاور بشأنه رغم جهلهم الكليّ له، أو ربما لرغبة ما في بقاء النظام الحالي.
قد تكون الفدرالية حلا للكثير من مشاكلنا الداخلية، وهو أمرٌ بات يشكّل مادة خلافية من حيث وجهات النظر، وهي إن شكلت حلا لانقساماتنا من جهة، ومشاكلنا الخارجية التي تُحسم من خلال الحياد، إلا أنها ستصطدمُ حكمًا بالذين يُحكِمون القبضةَ على كامل الاراضي ولن يتنازلوا ويسمَحوا بانتزاع أعناقنا من بين أيديهم…