غاب الحريري… فغابوا!
خاص موقع mtv
شكّل قرار رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري عام 2022، بتعليق عمله السّياسيّ صدمةً في ذلك الوقت، لا سيّما أنّه أتى بطريقة مفاجئة، ولم يكُن يتوقّعه أحد. الحريري الذي كان يترأس إحدى أكبر الكتل النّيابيّة آنذاك، قرّر أيضاً عدم المشاركة في الانتخابات النّيابيّة الأخيرة، فانكفأ عدد كبير من أعضاء كتلته عن التّرشّح، ملتزمين بالقرار، فيما فضّل عدد آخر منهم المشاركة في الانتخابات.
لذا، نلاحظ بعد تنفيذ الحريري لقراره، ومغادرته البلاد، أنّ بعض الوجوه اختفت عن السّاحتَيْن السّياسيّة والإعلاميّة، غالبيّتها، لطالما انتمت إلى “تيّار المستقبل” وكانت تحت عباءته. فعلى سبيل المثال، لم نعُد نسمع بإطلالات ومواقف سياسيّة مُثيرة للجدل من النّائبة السّابقة ديما جمالي التي اختفت كليّاً، كما أنّ النّائبة السّابقة عن بيروت رولا الطّبش تلتزم قرار التّيّار بعدم إطلاق المواقف السّياسيّة أو المشاركة في النّشاطات السّياسيّة، لكنّها نشرت على منصّة “أكس”، أخيراً، سلسلة من المنشورات عن رمزيّة عودة الحريري في ذكرى اغتيال والده الشّهيد رفيق الحريري.
كما نسمع القليل جدّاً عن نشاطات رئيس الحكومة السّابق تمام سلام الذي لطالما ساندَ الحريري على مرّ السّنوات، فيما النّائب السّابق محمّد الحجّار يكتفي بمتابعة النّشاطات الإنمائيّة في منطقة إقليم الخرّوب، وبكتابة منشورات على منصّة “أكس”، تحتوي بعضها مواقف سياسيّة.
أمّا النّائب والوزير السّابق جمال الجرّاح، فهو مختفٍ كلياً، حتّى أنّ المنشور الأخير له على “أكس” كان في عام 2023.
النّائب السّابق معين المرعبي، رغم أنّ علاقته مع الحريري شهدت توتّراً في السّنوات الأخيرة، إلا أنّه لطالما عُرف بولائه له، لكنّنا لم نعُد نراه أيضاً، في المُقابل، اختفى النّائبان السّابقان محمّد كبّارة، وسمير الجسر (المنشور الأخير له على “أكس” في عام 2022)، عن السّاحة السّياسيّة، التزاماً بقرار الحريري، حتّى أنّنا لا نراهما في مقابلات إعلاميّة، ومنشوراتهما السّياسيّة على مواقع التّواصل الاجتماعي تكاد أن تنعدم.
لكن، في مُقابل اختفاء هذه الوجوه، برزت وجوه أُخرى، وخطفت بعض الأضواء، أبرزها، نوّاب بيروت الحاليّين وضاح الصّادق، فؤاد مخزومي، وابراهيم منيمنة، والنّوّاب أشرف ريفي، وليد البعريني، وأحمد الخير، الّذين، بحكم عملهم، أصبحوا من الوجوه التي تُشارك كثيراً في النّشاطات السّياسيّة، كما تُطلّ كثيراً عبر الإعلام.
يبدو أنّ الحريري بعيد حالياً عن اتّخاذ قرار “العودة”، لذا، ستبقى الوجوهُ الغائبةُ، غائبةً، إلى أن يُعلن استئناف العمل السّياسيّ الذي لا شكّ أنّه يفتقد وجوده.