لبنان

صفقة شاملة بشأن غزّة… فهل تتعثّر الجهود؟

1 شباط, 2024

كل المُعطيات التي تصل من العواصم الدولية الأساسية وما يليها من تحليلات سياسية توحي بتقدّم جدّي في المساعي التي تهدف الى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة والذي من شأنه أن يؤدّي إلى تسوية تضع حدّاً نهائياً لإشارات الحرب الكبرى التي تلوح في أفق المنطقة أقلّه لفترة من الزمن.

ورغم كلّ المعطيات الإيجابية التي بدأت تطغى على المشهد العامّ الا أن ثمة قراءات لا تزال توحي بأنّ هذه الإيجابية هي مجرّد وهم، وأنّ التفاصيل التي قيل أنّ النقاش بشأنها لم يبدأ بعد من أجل التوصّل الى حلول شاملة، هي في الأصل أساس الخلاف.

تعتبر مصادر سياسية مطّلعة أن هذه التفاصيل وكلّ ما يدور في فلكها سواء لجهة الحديث عن وقف إطلاق نار نهائي أو هدنة طويلة الأمد ما هي الا حجج لدى الأطراف المعنيّة بالحرب على غزّة وتحديداً لدى الحكومة الاسرائيلية لتجنّب المسار الجدّي للحلّ، إذ إنّ نتنياهو لا يرغب أبداً بالذهاب الى تهدئة في هذه المرحلة لأن ذلك من شأنه أن يؤدي الى انفجار المجتمع الاسرائيلي وانقسامه على نفسه.

من جهة أخرى تقول المصادر بأن نتنياهو يدرك جيداً أن عدم القبول بوقفٍ نهائي لإطلاق النار بضمانات دولية سيؤدّي الى رفض المقاومة الاسلامية في غزّة تقديم أيّ نوع من التنازلات على مستوى تبادل الأسرى، لأنّ المقاومة تعتبر، وبحسب المصادر، أن أي صفقة تبادل للأسرى ربطاً بهدنة محدودة المدى لن تحقق مكسباً حقيقياً لها، سيّما أن حشد الوساطات الدولية لإيقاف الضربات اليمنية من شأنه أن يشكّل للمقاومة قوّة ضغط جديدة لفرض شروطها، اضافة الى أن المقاومة تجد نفسها اليوم اكثر قدرة على إلحاق مزيد من الخسائر بإسرائيل من خلال استنزافها بشكل أطول في هذه المعركة.

أمام هذا المشهد يبدو أن عملية التصعيد التي تراجعت حدّتها في الأيام الفائتة باتت على مفترق طرق خطير، خصوصاً أن الوقت يمرّ وحلفاء “حماس” ليسوا في وارد الانتظار طويلاً قبل بدء عملية تصعيد كبيرة ضدّ اسرائيل لإجبارها على تقديم تنازلات في ملفّ التفاوض. وترى المصادر أن ثمة توجّه لتعاظم الضغوط الميدانية في حال عدم رضوخ اسرائيل لشرط المقاومة المتمثّل بوقف مستدام للعدوان على غزّة، وتمكين عودة النازحين الى غزّة وشمال القطاع.

وللمرّة الخامسة منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزّة، سيقوم وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بجولة في المنطقة بهدف تعزيز المفاوضات حول هدنة جديدة. وهذا الاعلان ترافق مع تأكيدات مصادر مطّلعة على مفاوضات باريس أن “حماس” لا تزال تدرس الصفقة المقترحة لبلورة الردّ ولم تتّخذ أي قرار حولها حتى اللحظة. يُذكر أن الاعلان عن جولة بلينكن لم يحدّد فيه وجهته ولا مواعيد زياراته.
فهل تتعثر الجهود القائمة لإبرام صفقة شاملة لوقف اطلاق النار؟ الايام القليلة المقبلة كفيلة بتوضيح المشهد.

شارك الخبر: