بوريل يؤكد من بيروت ضرورة تجنب “جر” لبنان إلى نزاع إقليمي
والتقى بوريل مع بري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة والمناطق اللبنانية الجنوبية.
واستمر اللقاء على مدى ساعة وعشر دقائق، حيث نوه بري بمشاركة دول الاتحاد الاوروبي في عداد قوات اليونيفل ودورها على مدى عقود كشاهدة على الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وأهله كما تفعل اليوم.
وجدد بري التأكيد لبوريل على التزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لاسيما القرار 1701، مؤكدا ان المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وانسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل.
وعلى المستوى السياسي الداخلي، شدد بري على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل، كاشفا عن أنه على استعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسية لإنجاز هذا الاستحقاق.
كما زار بوريل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتم البحث في التعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والاتحاد الأوروبي في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والإصلاحات الإدارية. وخلال الاجتماع، شدد رئيس الحكومة على «وجوب حل ملف النازحين السوريين عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة».
وفي ملف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان، أكد رئيس الحكومة «أننا طلاب سلام لا دعاة حرب، ونتطلع الى تحقيق الاستقرار، ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل».
في غضون ذلك، إذا كان ما كتبه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الجمعة، عبر منصة «X» عن إغارة طائرة حربية «على مقر قيادة عملياتي لحزب الله في منطقة قرية بليدا جنوب لبنان»، صحيحا، يكون لبنان دخل مدارا جديدا من التصعيد العسكري باتجاه ما.
وبغض النظر عما يهدف إليه أدرعي فإنه تلا مباشرة توعد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بأن «الرد آت لا محالة»، في حديثه عن اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري ورفاقه وربطه بوقائع الميدان، ثم قوله ان لبنان «أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أراضيه المحتلة».
كلام السيد نصرالله استحوذ على اهتمام المشتغلين بالسياسة وغيرها، من أهل الفكر والصحافة والإعلام، لما له من أبعاد، حيث تبدت لهم منه آفاقا لمفاوضات مقبلة مع إسرائيل.
وأصدر «حزب الله» بيانا أعلن فيه ان «قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على قمة جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلة وهي أعلى قمة جبل في فلسطين المحتلة، وتعتبر قاعدة ميرون مركزا للإدارة والمراقبة والتحكم الجوي الوحيد في شمال الكيان الغاصب ولا بديل رئيسيا عنها، وهي واحدة من قاعدتين أساسيتين في كامل الكيان الغاصب وهما: ميرون شمالا، والثانية «متسبيه رامون» جنوبا.
وقال إن «المقاومة الإسلامية» استهدفوا، صباح أمس السبت «وفي إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال صالح العاروري وإخوانه في الضاحية الجنوبية لبيروت، قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ 62 صاروخا من أنواع متعددة وأوقعت فيها إصابات مباشرة ومؤكدة».
وبعد 92 يوما من القتال على أرض غزة وامتداده خلف الحدود الجنوبية اللبنانية انصرف أهل الحكم إلى مراجعة التحرك الديبلوماسي الغربي باتجاه لبنان، والزيارة الرابعة، منذ اندلاع المواجهات بغزة في 7 أكتوبر 2023، لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط.
وكتب اللواء عباس إبراهيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «تعليقا على زيارة وزير خارجية أميركا إلى المنطقة، والتي من بين أهدافها منع التصعيد في لبنان، بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية، وإعلان عزمه زيارة العديد من الدول باستثناء لبنان: أهلا وسهلا بك في المنطقة إن كان الهدف من الزيارة هو السياحة فقط. أما إذا كان المطلوب هو منع التصعيد فمحطتك الأولى هي بيروت، كما فعل وزير الخارجية الأسبق وارن كريستوفر عام 1996، إنه الوقت لتكون على جانبي الجبهة».
وفي غضون ذلك، أطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة عيد الغطاس، موقفا جديدا، قائلا: «نحن لا نريد أن يتحمل لبنان وشعبه وزر أوطان وشعوب أخرى، يجب أن نتمسك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللبنانيين بالحكمة وضبط النفس الدخول في حرب إسرائيل على غزة. فها هم أهل بلدات الجنوب يعانون من وزر هذه الحرب قتلا، وتدمير منازل وإتلاف بساتين وتهجيرا. نحن لا نكف عن المطالبة بكل إمكانيتنا ولدى جميع الدول والمراجع الرسمية بحق الشعب الفلسطيني بأن يرجع إلى أرضه، ويعيش في دولة خاصة به».
في الميدانيات اليومية، الطيران الاستطلاعي المعادي استهدف بغارة منزلا غير مأهول في بلدة عيتا الشعب ما أدى إلى تدميره، وإلحاق الأضرار بعدد من السيارات وبشبكتي الماء والكهرباء، وتلتها غارة ثانية على أطراف البلدة، ثم قصفت مدفعية العدو بعد منتصف الليل أطراف الناقورة وجبل اللبونة.