الأبيض: استمرار الأزمات يؤدي إلى مزيد من تراجع مستوى الخدمات الصحية
احتفلت جامعة المقاصد في بيروت بتوزيع الشهادات على متخرجيها في كلية الدراسات الإسلامية وكلية التمريض والعلوم الصحية وكلية إعداد المعلمين، بحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض ورئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو وأعضاء مجلس الأمناء وأعضاء الهيئة العليا للجامعة والعديد من الشخصيات.
استهل عريف الاحتفال رضوان طعمة بكلمة ترحيبية بالحضور، والقى رئيس جامعة المقاصد الدكتور حسان غزيري كلمة جاء فيها: “إن جامعة المقاصد تلتزم بالمبادئ الإسلامية وتؤكد على انتمائها العربي وتسعى لتعزيز الحس بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن والإنسانية، وإنني حريص أشد الحرص على التمسك بهذه القيم والعمل الدؤوب على صيانتها وتحقيقها”.
أضاف: “كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتسارع تطوره حتى أصبح بمقدوره القيام بالعديد من المهام التي كانت محصورة بالإنسان، وبات العديد يشعرون بقلق على مستقبلهم المهني، وهنا أود أن أتوجه للممرضين والممرضات وللمعلمين والمعلمات إن مهنة التمريض هي مهنة إنسانية بامتياز وطالما أنكم تحافظون على إنسانيتكم ومشاعركم وحرصكم على تخفيف الآلام ورسم البسمة على الوجوه القلقة فلا خوف عليكم ولا على هذه المهنة النبيلة الشريفة، وكذلك مهنة التعليم فإن المعلم كان وسيبقى المصباح المضيء الذي يستدل ويستثير به الطالب كي يسير على دروب المعرفة وكي لا يضل في المتاهات المظلمة، ومهما تطورت التقنيات واكتسبت من مهارات مذهلة خارقة فإن الإنسان سيبقى الإنسان الذي كرمه الله”.
ثم ألقت عميدة كلية التمريض والعلوم الصحية في المقاصد سوسن حلبي عز الدين كلمة العمداء أكدت فيها أن “إعداد الكوادر البشرية المؤهلة مسؤولية عظيمة لا يدركها إلا من عمل في مجال التربية والتعليم”. وقالت: “نحن في جامعة المقاصد، وفي كلية التمريض والعلوم الصحية على الأخص، ومن موقع مسؤوليتنا، ننقل ما اكتسبناه من فكر وتربية وإيمان وإتقان الى الأجيال الجديدة، علنا نساهم في تحرير أبنائنا من عبودية الجهل وننقلهم الى حرية المعرفة والأخلاق الحميدة والكلمة الطيبة والعمل الصالح”.
وألقى رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو كلمة قال فيها: “نحن في المقاصد همنا صلاح وإصلاح مجتمعنا، والصلاح، والإصلاح يكون برعاية تعليم وتربية مؤسسين على ثوابت دينية وعلمية وخلقية: دينية تبغي العدل، وعلمية أصيلة ومتطورة، وخلقية، شعارنا في المقاصد، الآية الكريمة: ” وقل رب زدني علما” والزيادة هنا، هي السعي الدائم لتعميق المعرفة، تأصيلها، نشرها، تقويتها بالعناصر المفيدة للمجتمع، لشبابه وشاباته، الزيادة هي تحريك الرغبة للعلم الصحيح، إشباع الفضول في البحث العلمي، والبحث عن مصادر معرفة جديدة، ومفيدة بنتائجها، تستشرف المستقبل بقلب مؤمن، وعقل منفتح، وطاقة متجددة، ورعاية مسؤولة”.
وتحدث وزير الصحة فراس الأبيض، فقال: “العلم والمعرفة هما من أسس التقدم، فلا صحة ولا عمران ولا اقتصاد، ولا رخاء، ولا رفاهية، لولا ما تعلمه الإنسان من قوانين الخلق وسنن الدنيا، (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، وها نحن على مشارف علوم جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم النانو، وغيرها، وتطبيقات العلوم ستكون على أيديكم، وسيعتمدها جيلكم والأجيال التي تلي، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا”.
أضاف: “أدت الأزمات المتعاقبة في لبنان إلى موجات من الهجرة بين شبابنا المتعلم، وخاصة بين الكوادر الطبية والتمريضية، وهذا ما يشكل أهم التحديات أمام نظامنا الصحي، وأمننا المجتمعي. في الماضي، لعبت الجامعات في لبنان دورا كبيرا في الازدهار الذي شهده وطننا، وخاصة بعد الاستقلال، وأضحى لبنان جامعة الشرق، لكن الحروب والنزاعات، وتغليب المصالح الفئوية والفردية قد أفضت بنا إلى التراجع الكبير الذي يشهده قطاع التربية والتعليم، مما انعكس بدوره على تعليم وتهيئة الكوادر الصحية. من هنا، ندق كوزارة الصحة العامة جرس الإنذار، فاستمرار الأزمات من غير أفق للحل لن تؤدي إلا إلى المزيد من التراجع في مستوى الخدمات الصحية المقدمة، وإلى المزيد من هجرة الكوادر والطاقات البشرية، وخاصة بين الخريجين. ولذلك كانت الخطوة التي قامت بها الوزارة لدعم مطالب العاملين الصحيين ونقاباتهم لضمان تحصيلهم رواتب تضمن لهم ولعائلاتهم عيشا كريما يمكنهم من الصمود في وطنهم وخدمة أهلهم، وهي حل مؤقت في انتظار استعادة الوطن صحته والقطاعات عافيتها”.
وختم: “ندعو مجتمعنا أن يتكاتف ويتآزر وراء جامعة وجمعية المقاصد، ويمدها بكل عون ودعم، ليضمن استمراريتها في القيام بحملها الثقيل في تربية الأجيال، ومداواة المرضى، وإجابة المحتاج، والمحافظة على القيم والتراث”.
وبعد شكر الهيئة التعليمية من الخريجين على رعايتها لهم، وزع الأبيض وسنو وغزيري وحلبي الشهادات والدروع على المتخرجين، ثم أدى طلاب كلية التمريض والعلوم الصحية قسم الممرض.