لبنان

محطة تكرير زحلة: قصة نجاح مهددة بالفشل!

11 كانون الأول, 2023

كتبت لوسي بارساخيان في نداء الوطن:

في زيارة أخيرة لسفيرة إيطاليا لدى لبنان نيكوليتا بومباردييري إلى محطة تكرير الصرف الصحي في زحلة المموّلة من مشروع التعاون الإيطالي، كان كلامها إلى المسؤولين عن القطاع، ومن بينهم وزير الطاقة وليد فياض، واضحاً. فبلادها ستنهي في شهر آب المقبل مهمّتها الممدّدة سنتين لإدارة هذه المحطة. وبعد هذا التاريخ سيتوجّب على الجانب اللبناني المستفيد من تشغيل هذه المحطة إتخاذ القرارات التي تسمح باستمرار إدارتها بالجودة التي تحصل عليها حالياً.

تشكّل تجربة محطة تكرير زحلة تجربة مشرقة بين مخططات إنشاء محطات التكرير على مجرى نهر الليطاني، والتي لم يكتب النجاح لمعظمها، أو حتى الولادة. وإنطلاقاً من هنا، يمكن تفهّم الحرص الذي تبديه السفارة الإيطالية، التي حضنت مراحل تجهيز المحطة ومن ثم تشغيلها لسنوات عديدة، لتأمين إستدامتها، وإصرارها بالتالي عبر قنواتها على وضع رؤية مستقبلية واضحة لإدارتها، تدرج نفقات تشغيلها، المرتفعة نسبياً، من ضمن الموازنات العامة للدولة.

هذا في وقت يعتبر تدخّل المجتمع الدولي المانح في دعم هذه المحطة بزحلة، تدخّلاً تجريبياً، بمعنى أنّ نجاح السلطة المحلية بتأمين إستدامة تشغيل محطة زحلة، سيحدّد سياسات دعم الدول وتمويلاتها اللاحقة لمثل هذه المشاريع في لبنان، وأما فشلها فمن شأنه أن يثبط عزيمة المانحين المحتملين في المستقبل.

ما يدفع إلى هذا الكلام حالياً، هو قرب إنقضاء شهر آخر من الأشهر التسعة التي حددتها السفارة الإيطالية لإنهاء مهمّتها بإدارة محطة تكرير زحلة، عبر ما اصطلح على تسميته بـ»مرحلة التسليم التشغيلية»، من دون أن يلمس المعنيون بالملفّ حتى الآن، طرحاً لإحتمالات جدّية، تذهب إلى أبعد من مقترحات الحلول الترقيعية. أحد هذه الحلول تحدّث عن الإستفادة من هبات توفرها منظمة «اليونيسف» لقطاع المياه والصرف الصحي وتشغيل المحطات. وبحسب المعلومات، فإنّ اليونيسف تعتبر أنّ هذه المهمّة في زحلة تفوق الإمكانيات المتوفرة لديها. ومع أن بعض من هم في موقع المسؤولية يعوّلون على دور لليونيسف في محطة تكرير زحلة، فهي حتى الآن لم تبد إستعداداً لذلك، وتركز جهودها على إعادة تأهيل محطة عيتنيت في بعلبك، إلى جانب تشغيل محطة جب جنين في البقاع الغربي.

شارك الخبر: