لبنان

إصرار دولي على تطبيق الـ1701: حرب وجود لا حدود!

11 كانون الأول, 2023

كتب شارل جبور في “الجمهورية”:

تؤشر المواقف المعلنة والمعلومات المسرّبة إلى إصرار دولي على تطبيق القرار 1701 الذي لم يُطبّق منذ إقراره، ما يعني انّ جنوب الليطاني سيكون منزوعاً من أي سلاح غير شرعي وغير دولي. والسؤال، كيف سيتصرّف «حزب الله» شمال الليطاني؟

نجح «حزب الله» في العام 2006 في تعطيل القرار 1701، وسيحاول هذه المرة أيضاً تجاوز عاصفة 7 تشرين من دون ان يدفع ثمن الالتزام بهذا القرار الذي يُبعده عن الحدود ويُفقده مبرِّر وجوده، خصوصا في ظلّ السعي لمعالجة النقاط الحدودية التي ما زالت مدار نزاع، وفي طليعتها مزارع شبعا وكفر شوبا والغجر.

ويصعب التكهُّن في كيفية تطور مسار الأمور، فهل تتجِّه إلى مواجهة عسكرية تسعى من خلالها إسرائيل إلى إبعاد «حزب الله» بالقوة إلى شمال الليطاني، أم انّ المفاوضات الدائرة ستنجح في تطبيق القرار 1701 برعاية أميركية وإيرانية؟ وهل يراهن الحزب على الوقت لإعادة تفريغ القرار من مضمونه على غرار ما قام به سابقاً؟ وهل سينجح في الالتفاف مجدداً على هذا القرار، خصوصاً في ظلّ تشدُّد تل أبيب وتوصيفها لمعركتها بأنّها حرب وجود لا حدود؟ وهل سينجح الحزب أيضاً في الحفاظ على دوره للمرّة الثالثة بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000، الذي كان يفترض انتهاء دوره العسكري، وحرب تموز 2006 وصدور القرار 1701 الذي قضى عملياً بإقفال جبهة الجنوب ونزع اي سلاح خارج الشرعية؟

لا شك انّ «حزب الله» سيحاول التفلُّت من الضوابط الدولية على غرار تفلُّته في العامين 2000 و 2006، ولكن العنصر المتحوِّل هذه المرّة هو إسرائيل وليس القوى السياسية في لبنان التي تطالب بالالتزام بالدستور والقرارات الدولية، بمعنى انّ الحزب باستطاعته عدم الردّ على مطالبات القوى السيادية، وهذا ما هو حاصل، ولكنه لا يستطيع عدم الردّ على الشروط الإسرائيلية-الدولية التي وضعته بين خيارين لا ثالث لهما: التطبيق الفعلي للقرار 1701 بالوسائل الديبلوماسية أم تطبيقه بالوسائل العسكرية، وسيصعب عليه هذه المرّة تكرار سيناريوهي 2000 و 2006.

وقد شاءت الأقدار ان تضعه «حماس» أمام وضع مقفل وصعب، فلولا عملية «طوفان الأقصى» لما كان مطالباً دولياً بالتراجع عن دور استراتيجي يرتبط بتاريخ نشأته، حيث وضعته حرب 7 تشرين أمام خياري الحرب، وهو خيار كارثي وتدميري عليه وعلى لبنان، أو التنازل والتراجع من دون حرب، وفي الحالتين يقف الحزب أمام مأزق استراتيجي أوصلته إليه «حماس» ومن الصعب عليه الخروج منه ويؤدي إلى انتزاع ورقة المواجهة مع إسرائيل.

شارك الخبر: