الـ “Los Angeles Times”: كيف يمكن لواشنطن دفع إسرائيل لوقف لإطلاق النار؟
قُتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص في غزة خلال العملية الإسرائيلية الحالية، وفي 20 تشرين الثاني، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قتل المدنيين هناك بأنه “غير مسبوق” ولم يشهد له مثيل خلال فترة ولايته.
وبحسب صحيفة “The Los Angeles Times” الأميركية، “في الواقع، قدمت الولايات المتحدة الكثير من القنابل والقذائف والذخائر التي تسببت بهذه الوفيات. وشكلت الهدنة الحالية خطوة مهمة، حيث سمحت بتبادل الرهائن وتوزيع مواد الإغاثة الإنسانية، لكن من المقرر أن تنتهي يوم الخميس، وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قواته من الاستعداد لشهرين آخرين من القتال العنيف. في غضون ذلك، يبقى دعم الولايات المتحدة لمجموعة الأهداف العسكرية الإسرائيلية غير القابلة للتحقيق في غزة دون تغيير، ولكن مع تزايد الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار، كيف يمكن للولايات المتحدة دفع إسرائيل نحو هذا الأمر؟”
ورأت الصحيفة أنه “من خلال التزامها “الحديدي” بأمن إسرائيل، تمتلك الولايات المتحدة مجموعة واسعة من أدوات التأثير على عملية صنع السياسات الدفاعية الإسرائيلية، كما أنها في وضع يمكّنها من تقديم حوافز لوقف إطلاق النار. وفي ما يلي سبع طرق يمكن للولايات المتحدة أن تساعد بها في دفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار دون تقويض الأمن القومي الأساسي لإسرائيل”.
وتابعت الصحيفة، “أولاً، تقدم الولايات المتحدة أكثر من 3.8 مليار دولار لإسرائيل سنويًا على شكل مساعدات عسكرية، وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم فرض أي شروط على هذه المساعدة، والتي تأتي من التمويل الذي خصصه الكونغرس. لكن كل المساعدات الخارجية تأتي بشروط. هناك مساحة في القوانين والسياسات القائمة لمنع تقديم الأسلحة الأميركية إلى الوحدات المتورطة بشكل موثوق في انتهاكات حقوق الإنسان، أو من استخدامها للتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين. لذلك، على الولايات المتحدة أن تلتزم بتلك القوانين والسياسات الخاصة بإسرائيل كما تفعل تجاه الشركاء الآخرين”.
وأضافت الصحيفة، “ثانيا، يطبق قانون الاعتمادات السنوي في كثير من الأحيان شروطًا على البلدان التي تتلقى مساعدات المنح العسكرية الأميركية. وفي الوقت الذي ينظر فيه الكونغرس في طلب بايدن التكميلي الطارئ للحصول على مساعدة عسكرية، يمكن للمشرعين، من الناحية النظرية، إضافة شروط مماثلة لتقديم المساعدة لإسرائيل، ويمكن أن يشمل ذلك عدم توفير أي تمويل للأسلحة الفتاكة حتى يتم سريان وقف إطلاق النار وإنشاء آليات إغاثة إنسانية كافية. وفي غياب أي إجراء من قبل الكونغرس، يمكن للإدارة أن تلغي الاتفاقية التي تسمح للمساعدات العسكرية الإسرائيلية بتجميع الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وهي الفائدة التي استخدمتها إسرائيل لسداد ديونها للولايات المتحدة”.
وبحسب الصحيفة، “ثالثاً، باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، يمكن للولايات المتحدة أيضًا تقنين تدفق الأسلحة الرئيسية إليها، هي التي تستهلك حاليًا كميات هائلة من الذخائر والقذائف المدفعية. ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل ذلك عن طريق الحد من قدرة إسرائيل على الاستفادة من مخزون احتياطي الحرب الذي تحتفظ به الولايات المتحدة في إسرائيل. ويمكن للولايات المتحدة أيضًا حجب الموافقات أو تأخير شحنات الأسلحة التي طلبتها إسرائيل من خلال العمليات العسكرية الأجنبية العادية وعمليات المبيعات التجارية المباشرة التي تديرها وزارة الخارجية”.
وتابعت الصحيفة، “رابعاً، توفر الدبلوماسية الأميركية درعاً لإسرائيل في الشرق الأوسط، وتركزت الجهود الأميركية في المنطقة على دمج تل أبيب في العالم العربي. كما وهناك دعوات متزايدة في كل أنحاء المنطقة، بما في ذلك من المملكة العربية السعودية، مفادها أنه قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يجب أن تنجح عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. ويجب على الولايات المتحدة أن تؤيد تلك الدعوات وكذلك تقديم الدعم الدبلوماسي لدعوات الزعماء العرب ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف إطلاق النار. خامساً، يمكن للولايات المتحدة أن تشير إلى أنه إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فإنها ستستخدم النهج الذي اتبعته في التعامل مع جهود أوكرانيا لمحاسبة روسيا على جرائم الحرب. ولا تقوم الولايات المتحدة حاليًا بتيسير عمل المحكمة الجنائية الدولية بشأن هذه القضية، ولكنها أيضًا لا تعرقلها. وقد يختار المسؤولون الإسرائيليون تغيير المسار إذا أكدت الولايات المتحدة أنه سيكون هناك عواقب إذا استمر القصف الإسرائيلي على غزة. والخطر هنا، بطبيعة الحال، هو أن الولايات المتحدة نفسها قد تكون متورطة في أي جرائم حرب محتملة لأنها توفر الأسلحة لإسرائيل”.
وأضافت الصحيفة، “سادساً، تجري الولايات المتحدة بالفعل حواراً عسكرياً مع إسرائيل، وبالتالي، يمكن لمسؤولي الدفاع الأميركيين التأكيد على التكلفة الطويلة المدى للنهج الإسرائيلي الحالي في غزة والتهديد الذي يشكله على الدفاعات الإسرائيلية. أما سابعاً، فيمكن أن تشمل الخطوات الدبلوماسية الأخرى التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها للضغط على إسرائيل بشكل غير مباشر من أجل وقف إطلاق النار، إلغاء البرنامج الذي يسمح للمواطنين الإسرائيليين بدخول الولايات المتحدة دون تأشيرة”.
وختمت الصحيفة، “إن أياً من هذه الطرق سيتطلب شيئاً لم يكن موجوداً في واشنطن مؤخراً، ألا وهو الشجاعة السياسية. إن الأدوات موجودة لدى الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لإنهاء هذه الحرب الدموية، إذا كانت فقط على استعداد لاستخدامها”.