تحذيراتٌ دوليّة… وسباقٌ بين الحلول ولغة الحرب
جاء في “اللواء”:
تقاطعت الرسائل الفرنسية والأميركية التي نقلها موفدون من كلا البلدين إلى لبنان على أهمية ابقائه مستقرا وبالتالي العمل على عدم انخراطه في الحرب.
في الوقت نفسه أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسة اتصالات والتقى بمسؤولين في الخارج للهدف نفسه. والعنوان نفسه دفع بعدد من الدول ولاسيما مصر وقطر في التحرك بنشاط استثنائي. فأي حرب سواء كانت على نطاق ضيق أو موسع ستكون تكلفتها باهظة جدا .تكررت عبارة المحافظة على القرار ١٧٠١ فيما برزت الهواجس مما يسمى في القاموس الأجنبي الأعمال العسكرية. واذا كان اللواء عباس ابراهيم يتابع كوسيط ملف الأسرى، فإن الزوار العرب والأجانب يدركون دوره الفاعل مع المجتمع الدولي وعدد من الدول في إرساء التهدئة.
في المقابل لا تزال الأسئلة الأساسية تطرح نفسها، هل أن الوضع على الساحة الجنوبية مقبل على هذه التهدئة ام أن الأيام المقبلة تشهد تصعيدا، وهل أن خروقات جديدة تطاول قواعد الاشتباك ؟ وهل تبدأ المعركة المفتوحة؟
لا يمكن الاجابة عن هذه الأسئلة إلا بعد تلمس اجواء القمة العربية وما يمكن أن تحمله كما كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لن يكون الإنتظار ثقيلا لكن الوقوف على قارعة الطريق من أجل معرفة ما هو مقبل على البلد أكثر من صعب لاسيما أن كل العمل الرسمي منصب على الإحاطة بأي طارىء يحصل في حين أن القضايا الأخرى لا مكان لها على طاولة النقاش الجدي حاليا.
وفي هذا السياق، تعتبر أوساط سياسية مطلعة عبر “اللواء” أنه من الطبيعي خروج القمة العربية الطارئة بمقرارات تشكل خلاصة الاجتماعات التي جرت لوزراء الخارجية العرب ولاسيما في النقاط المتعلقة برفض توسيع نطاق الصراع لتشمل دولا أخرى والدخول في مفاوضات فلسطينية إسرائيلية برعاية دولية وربما يصار إلى طلب مساعدة دول فضلا عن إيصال المساعدات والتمسك بحل الدولتين، وتشير إلى أن هذه الحركة العربية التي انطلقت تتطلب مواكبة لها ودخول أكثر من وسيط لاسيما أن المواقف من العدو الإسرائيلي لا تشي باستعداد لوقف الحرب على قطاع غزة بل بهدنة انسانية، وربما تصدر خطوات تصعيدية من العدو الإسرائيلي اما دفعة واحدة أو على مراحل، في هذا الوقت يواصل العدو انتهاكاته متسلحا بغطاء أميركي.
وترسم الأوساط صورة ضبابية عن السيناريو المقبل في لبنان لاسيما ما لم يعمل على حل قريب، وتقول إن من يخطط لشن حرب في غزة لن يتوانى عن فتح جبهة ثانية لكن ليس معلوما التوقيت، لذلك ومن هنا تكثر الدعوات من عدد من الدول للحؤول دون قيام حرب موسعة يشترك فيها أطراف ويصعب وقفها أو تمددها، مؤكدة أن نصرالله قد لا يتطرق في كلمته السبت إلى الخطوات اللاحقة للحزب لكنه سيعيد التأكيد على الاحتمالات المفتوحة وقد تسمع لغة الوعيد التي طبعت كلامه في مواجهات حزب الله مع إسرائيل ابان حرب تموز، كما ليس مستبعدا ان يعلن مفاجآت ما ولاسيما أن كلمته تأتي في أعقاب مجزرة عيناتا.
وتلاحظ هذه الأوساط ان الدول الداعمة للبنان لاسيما فرنسا والتي دخلت على خط الرئاسة وحتى على خط عدة ملفات اكتفت بالتحذير فحسب حتى أن بعض المراقبين تحدث عن تراجع الدور الفرنسي، وآخرون توقفوا عند إيفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزراء إلى لبنان وابرزهم وزيرة الخارجية ووزير الدفاع وقد توفد مسؤولين آخرين إذا استدعى الأمر تحت عنوان واحد وهو منع إنجرار لبنان إلى الحرب. وهذا دليل على أنها في الظرف المناسب تقف إلى جانب لبنان مع الأخذ في الاعتبار خصوصية فرنسا وانشغالها بملفاتها. ولكن هل سيظل لبنان يحظى بأي دعم في حال تم الدفع به للإنخراط في الحرب؟ تجيب الأوساط نفسها: اطلقت الدول المعنية تحذيراتها والحرب الشاملة في حال اندلعت لن تستثني أحدا، ولن يكون في الأمكان تقديم لا يد العون ولا غيرها.
لم تتبدل الهواجس من الحرب وفي الوقت نفسه تتعدد القراءات عما هو مقبل في الآتي من الأيام، وهناك سباق بين الحلول الدبلوماسية التي تبذلها بعض الدول وبين لغة الحرب التي يلوح بها المنخرطون بها.