عرب وعالم, لبنان

جبهات اليمن والعراق ولبنان ناشطة لردع العدو.. ومُساعدات بـ”القطارة” لقطاع غزة المحاصر

23 تشرين الأول, 2023

الديار 

لا صوت يعلو فوق صوت الحرب في المنطقة. حرب تتوسع مع مرور الايام من دون ان يتضح حتى الساعة، اذا كانت ستتحول لحرب كبرى تُشعل المنطقة برمتها، ام ان المعنيين بها سيتداركون حجم القتل والدمار المقبلين، فيوقف العدو الاسرائيلي اجرامه واستكباره، ويجلس الجميع قريبا على طاولة المفاوضات بشروط المقاومة. 
وفي الوقت الذي يعتبر الكثيرون ان غزو غزة البري، هو الذي سيُحدد المسار الذي سوف تسلكه المنطقة، لا يزال هذا الغزو مؤجلا حتى الساعة لاعتبارات عديدة، ابرزها مرتبطة بخشية جيش العدو الاسرائيلي مما تُعد له حركة حماس كما بملف الرهائن. ففيما عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في الإفراج عن مزيد من الرهائن (بعد الافراج عن رهينتين اميركيتين)، ذكرت مصادر لشبكة «CNN» إن «الولايات المتحدة تضغط على «إسرائيل» لتأجيل توغلها البري في غزة، لإتاحة المزيد من الوقت لمحادثات الرهائن لدى حركة حماس في القطاع، وتقديم المساعدات إلى المنطقة».

تفعيل جبهتي العراق واليمن
وقالت مصادر معنية بالملف لـ «الديار» ان «كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان الغزو البري حاصل لا محال، وبالتحديد للجزء الشمالي من غزة، لكن العدو يسعى لتحويله لارض محروقة قبل دخوله».

واشارت المصادر الى ان «حماس من جهتها تُعد العدة لمعركة قاسية جدا داخل القطاع، تترافق مع اشعال معارك على اكثر من جبهة اخرى، بعدما كثفت مؤخرا استهدافها المستوطنات».

واضافت المصادر: «كما ان ضغوط محور المقاومة بلغت اوجها في الساعات الماضية مع التصعيد الحاصل على جبهة لبنان، وتنشيط العمليات على جبهتي اليمن والعراق». واكدت ان «هناك قرارا واضحا بعدم استفراد «اسرائيل» بحماس، وبأن الرد على ذلك لن يتحمله لبنان وحده، انما المحور ككل في سياق مبدأ وحدة الساحات». وشددت المصادر على ان «العمليات من اليمن والعراق ستتكثف، وستكون منسجمة مع وتيرة التصعيد الاسرائيلي في غزة».

وفي هذا السياق، هدد الحوثيون في اليمن باستهداف السفن «الإسرائيلية» في البحر الأحمر، في حال تواصل القصف على قطاع غزة، فيما اعلنت المقاومة الاسلامية في العراق في بيان انها «استهدفت فجر الأحد قاعدة للقوات الاميركية غرب العراق «عين الاسد» بطائرتين مسيّرتين، أصابتا اهدافهما بشكل مباشر ودقيق».

من جهته، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان، تعليقًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، أنّ «المنطقة أصبحت كبرميل بارود نتيجة الحرب في غزة».

مساعدات بالقطارة

وفي غزة، تواصل القصف «الاسرائيلي» بوحشية، الا ان «القسّام» كثفت عملياتها العسكرية، فوجهت ضربة صاروخية بعشرات الصواريخ الى مستوطنة «نتيفوت» بغلاف غزة.

وافادت وسائل اعلام فلسطينية بان قوات النخبة في «القسام» اقتحمت موقع «كيسوفيم الاسرائيلي» شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وخاضت اشتباكات عنيفة.

واعلن متحدث باسم حكومة الاحتلال إن أكثر من 200 ألف شخص تم إجلاؤهم من بلدات قرب الحدود مع قطاع غزة وجنوب لبنان منذ 7 تشرين الاول الجاري. كذلك افيد عن ارتفاع عدد الجنود والمستوطنين القتلى في غلاف غزة والجنوب منذ بدء الاحداث الى 1400 ، والمصابين الى 5431. 

«اسرائيل» رضخت للضغوط الاميركية، وسمحت يوم امس بدخول قافلة ثانية تضم 17 شاحنة مساعدات من معبر رفح باتجاه غزة. وكانت القافلة الأولى قد دخلت يوم السبت وضمت 20 شاحنة. ويأتي دخول تلك المساعدات بعد اتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي جو بايدن. 

نصرالله يُدير المعركة 
وعلى جبهة لبنان، احتدمت يوم أمس الاشتباكات على جبهة الجنوب. وواصلت المقاومة الاسلامية استهداف جنود العدو ومواقعه داخل الحدود وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، موقعة المزيد من الخسائر بين جنوده والاضرار في مواقعه.

وفيما زفت المقاومة عددا من شهدائها، ركز رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على «الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دوليًا وعربيًا، واللقاءات المحلية لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديدًا، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان». ولفت أمام زواره بحسب ما نقل مكتبه الإعلامي إلى «أنّني اتفهم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان».

وشدد ميقاتي، على أنّ «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لاننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون إلى أن اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود، لاعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الاسوأ».

وتلقى ميقاتي اتصالاً من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي وضعه في أجواء «قمة القاهرة للسلام» التي عقدت يوم السبت.

وأفادت رئاسة الوزراء اللبنانية بأن البحث «تناول التطورات الراهنة والوضع في لبنان، إضافة إلى المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة».

هذا، وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ «عدم إطلالة السيد نصر الله الإعلامية هي جزء من إدارة المعركة»، موضحاً أنه «عندما يدرك السيد نصر الله أنّ إدارة المعركة تقتضي إطلالته سيقوم بذلك».

وتابع فضل الله «العدو كان يخطط للعدوان على بلدنا، ولكن الأميركي صاحب القرار الفعلي دفع العدو إلى التراجع خوفاً من هزيمة جديدة، فبلدنا مستهدف والعدو يتربص به، ولكنه يعلم أنّ المقاومة مستعدّة على طول خط الجبهة ببسالة».

وقالت مصادر سياسية رسمية لـ»الديار» انه «ورغم كل ما يُحكى عن خطط طوارىء واستعدادات لحرب محتملة، الا انه ما يمكن الجزم به بأن هذه الاستعدادات غير كافية على الاطلاق، في ظل الازمة المالية الكبيرة التي ترزح تحتها البلدات، والنقص الهائل في القدرات على المستويات كافة»، وتساءلت: «اذا كان انتشال الضحايا من تحت المبنى الذي سقط في المنصورية استلزم اسبوعا، فكيف الحال اذا سقطت عشرات المباني بفعل القصف «الاسرائيلي» المكثف والوحشي في حال اندلعت الحرب الشاملة؟!»

شارك الخبر: