التطوّرات تأخذ بعداً تصاعدياً… احتمالات فقدان السّيطرة تزداد؟
جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونية:
التصعيد في الحرب الإسرائيلية على غزة الذي تزامن مع انعقاد قمة السلام في القاهرة، وتصاعد وتيرة الإعتداءات على القرى الحدودية الجنوبية في لبنان، يؤكد المؤكد أن لا رادع للهمجية والإجرام الإسرائيليين، في وقت لم تتوصل فيه القمة التي انعقدت في مصر إلى بيان ختامي موحّد بنتيجة التباينات التي تكرست بين المشاركين.
وفي جنوب لبنان لم يتوقف القصف الاسرائيلي طيلة يوم أمس، حيث تعرضت معظم القرى الحدودية لقصف مركّز، أسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات، وتسبب بموجة نزوح كبيرة الى المناطق الأكثر أماناً. وترافق التصعيد مع قيام وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بتفقد الحشود العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة زاعما في تصريحات أمام قواته أن حزب الله قرر الدخول في الحرب.
هذه التطورات إضافة إلى تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي بشكل منخفض فوق العاصمة بيروت والمناطق الساحلية، اعتبرتها مصادر أمنية مؤشرا خطيرا يشي مزيد من التصاعد في المواجهات العسكرية جنوباً. المصادر أشارت للأنباء الإلكترونية إلى أن المواجهات الميدانية بين اسرائيل وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية ما زالت حتى الساعة ضمن نطاق قواعد الاشتباك، لكن من غير المؤكد أن الأمور ستبقى تحت السيطرة.
وفي المواقف أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنه لا يرى ان حزب الله سيدخل بسهولة في حرب مفتوحة مع اسرائيل، “لأن تحريك جبهة الجنوب لن يكون سهلاً، والحزب لن يقع بنفس الخطأ الذي وقعت فيه حماس بدخولها مع اسرائيل حربا غير محسومة”، لافتاً إلى أن كل المعلومات التي يملكها عن حزب الله تفيد بأنه “لم يكن مشاركاً حماس بطوفان الأقصى لا بالهجوم ولا بالتوقيت، فلبنان برأيه لا يمكن ان يتحمل الحرب”، مشيرا إلى أن “هناك رأي عام لبناني كبير تفوق نسبته ٨٥ في المئة يرفضون زج لبنان بالحرب رغم البعد العاطفي والقومي والديني”، معتبرا أن “توريط لبنان بحرب اقليمية سيؤدي الى تدمير البلد الذي يرزح تحت أزمات اقتصادية ومالية خانقة، بالاضافة الى اللجوء السوري الذي يمثل تهديداً ديمغرافياً خطيراً”.
وأضاف سكاف: “نحن ذاهبون بخطى ثابتة نحو الهاوية ونحو خراب البلد، لأن الوضع بعد التدخل الأميركي وكلام الرئيس بايدن في اسرائيل أخذ يتأزم أكثر. فمنذ قيام إسرائيل لم تحظ بهذا الدعم الغربي”، مبديا اعتقاده بأن “الاعلام الاسرائيلي كان له قدرة كبيرة على طمس الحقائق. أما نحن في لبنان فلسنا بنفس الظروف التي كنا عليها سنة ٢٠٠٦. وإذا دخلنا بعملية استنزاف فلا نعرف مداها، وبحال دخل لبنان قسرا بالحرب فليس لدينا القدرة المالية لتحمل قصف ونزوح من الداخل إلى الداخل، ومن الداخل الى الخارج”.
وأمل سكاف أن تتم “الاستفادة من أخطاء الماضي لقيام وحدة داخلية في ظل أصوات الحرب، والإسراع بانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل حكومة تنتشل لبنان من حالة عدم الاستقرار”.
ويبقى السؤال الكبير، ألا تستدعي كل هذه التطورات، معطوفة على الوضع الداخلي، أخذ قرار مسؤول من القوى السياسية المُضربة عن التفاعل الوطني، بتغليب مصلحة البلد على المصالح الصغيرة، فنلملم أزماتنا ونتموضع جميعا في المكان الصحيح الذي يقينا العواصف الآتية؟