إسمان طرحهما الموفد القطري ليكون أحدهما “الخيار الثالث”
كتب داني حداد في موقع mtv:
لم تنضج التسوية الرئاسيّة بعد، وقد لا تنضج قبل مرور أشهرٍ عدّة. وهناك من يشكّك بأنّ غالبيّة القوى السياسيّة غير متحمّسة للانتخاب، إن لم يقع الخيار على اسم مرشًحها. إمّا أن يكون الرئيس كما تريد وإلا فليستمرّ الشغور أشهراً وأعواماً.
النشاط الرئاسي الوحيد حاليّاً هو الزيارات التي يقوم بها الموفد القطري، وهي تأخذ الطابع الاستطلاعي والتمهيدي لخطوةٍ أخرى قد تكون على شكلٍ لقاءٍ تشاوريّ برعايةٍ خارجيّة، إما قطريّة أو سعوديّة. علماً أنّ المطّلعين يؤكّدون أنّ هذا الخيار ليس قريباً.
وفي هذا الإطار، ذكر مصدرٌ نيابي شارك في أحد الاجتماعات التي عقدها الموفد القطري في لبنان أنّ الأخير طرح اسمَي مرشّحَين للرئاسة، هما قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
ولفت المصدر، الذي ينتمي الى فريق المعارضة، الى أنّ الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان كان افتتح الكلام عن الخيار الثالث، بعد أن كانت فرنسا في موقفٍ داعمٍ للوزير السابق سليمان فرنجيّة، ولاقاه الموفد القطري عبر طرح أسماء جديدة، إلا أنّ حزب الله ما يزال على موقفه ويتمسّك بترشيح فرنجيّة.
وأضاف: نعتبر الوزير السابق جهاد أزعور خياراً ثالثاً، وجاء ترشيحه وليدة حوارٍ مع التيّار الوطني الحر الذي ينتمي، سياسيّاً، الى الفريق الآخر، ومع ذلك نحن على استعدادٍ للبحث عن خيارٍ ثالث، ولكن حين يتراجع حزب الله عن مرشّحه.
ويعتبر المصدر النيابي أنّ طرح أيّ اسمٍ جديد، في ظلّ بقاء فرنجيّة وحده على لائحة مرشّحي الثنائي الشيعي، ليس إلا وسيلة لحرق المزيد من أسماء المرشّحين، وهو ما لن نقبل به.
هل يحتاج هذا التراجع عن اسم فرنجيّة الى حوارٍ تنتج عنه ولادة “الخيار الثالث”، بالإسم؟
يجيب المصدر النيابي: لا نعاني في لبنان من أزمة حوار. ثمّ يعدّد: نتلاقى مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتواصل مع حزب الله. ونتحدّث مع النائب جبران باسيل الذي يلتقي مع الحزب. كما أنّ التواصل، تحت قبّة البرلمان، يشمل الجميع من دون استثناء.
ويخلص: لا أزمة حوارٍ إذاً، بل أزمة هيمنة، والحلّ هو بنزول حزب الله “عن الشجرة”.
ما من تقدّمٍ ملموس إذاً على الخطّ الرئاسي، في ظلّ تمسّك القوى السياسيّة بمرشّحيها، واكتفاء الخارج بدور الوسيط لا الضاغط.
خسر سليمان فرنجيّة الدعم الفرنسي، ولكنّه يحتفظ بدعم “الثنائي”. هناك من يرى أنّ هذا الدعم جدّي، وسيستمرّ “الى أبد الآبدين”، كما يقول مسؤولٌ في حزب الله. وهناك من يعتبره تكتيكاً لرفع ثمن ورقة فرنجيّة، حين يحين أوان التسوية الخارجيّة. هو تفصيلٌ غير بسيط، قد يحدّد يوماً ما مصير الرئاسة…