انسداد رئاسي طويل الأمد وأسهم جوزيف عون الى ارتفاع
عمليا دخلت البلاد في عطلة سيستريح معها اللبنانيون من التحليلات والتوقعات التي تسارعت قبل وبعد زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي الى بيروت جان ايف لودريان والذي تعمّد الاجتماع مع الجميع والاستماع للجميع، بغية رفع تقريره الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل حزم امتعته من جديد والعودة الى الاراضي اللبنانية.
وبانتظار هذه العودة المرجحة بحسب معلومات الديار في شهر تموز وتحديداً بعد الرابع عشر منه، وعودة النشاط السياسي اللبناني بداية الاسبوع المقبل، تقاطع أكثر من مصدر حول أهداف الزيارة المقبلة للودريان بعدما كان الرجل قد كشف انه سيسعى الى تسهيل حوار بناء بين اللبنانيين فهل تعود باريس بورقة حوار تطرح على طاولته ما هو أبعد من الرئاسة اللبنانية ويكون برعاية فرنسية ودولية والمقصود هنا مجموعة الخمس؟ وهل طويت صفحة دعم فرنسا لترشيح سليمان فرنجية بعدما أيقن لودريان ان الطرف الرافض لفرنجية هو أكثرية مرشحة للتزايد؟
مصادر مطلعة على الجو الفرنسي كشفت للديار أن باريس لم تعلن بالفعل التخلي عن اي طرح لكنها باتت مقتنعة بشبه استحالة وصول فرنجية الى بعبدا في حال بقيت الاطراف المسيحية على موقفها الرافض، علما انها لا تزال تراهن كما ثنائي امل حزب الله على تبديل ما بالموقف السعودي.
وفي هذا الاطار، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي ، بعيد عودة لودريان الى باريس، «أن لا فيتو سعودياً على فرنجية»، مشيرا الى أن السعوديين قالوا للرئيس الفرنسي الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اللقاء الذي جمعه مع ولي العهد السعودي ما مفاده: «فتشوا عن حل للبنان ولن نعترض»، لكن المصدر الدبلوماسي الفرنسي قال في المقابل:
«لاحظنا أن لبنان ليس من بين أولويات السعوديين، لكنهم لن يعترضوا على حلول مناسبة له قد تقترحها فرنسا».
فهل يعني هذا الكلام ان السعودية «ابدت ليونة اكثر» تجاه عدم ممانعة السير بسليمان فرنجية وهذا ما فسره اكثر من مصدر متابع اشار الى أن حراك لودريان قد يكون لاعادة الزخم لمبادرة فرنسا السابقة، او ان الاتجاه سيكون بالذهاب لحل توافقي ثالث على قاعدة لا غالب ولا مغلوب؟
ردا على هذا السؤال، يكشف مصدر متابع للديار أن ما حاول لودريان إسماعه للفريق الداعم لترشيح فرنجية والذي جدد على مسمع الموفد الفرنسي التأكيد على تمسكه برئيس تيار المردة شارحا كل الاسباب الموجبة برايه لهذا التمسك، رسالة مفادها: ان جلسة 14 حزيران الشهيرة خلقت توازنا بمجلس النواب بين فريق داعم لفرنجية وفريق معارض وبالتالي فاذا كنتم متمسكين بفرنجية حتى النهاية والفريق الاخر رافض فهذا يعني ان الانسداد لا يزال قائما وقد يطول.
ويكشف المصدر ان لودريان حاول في اجتماعاته مع المعنيين ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كما مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جس النبض حول امكان عقد حوار برعاية فرنسية وبتنسيق مع الدول الخمس المعنية وكان السؤال الذي حاول معرفته لودريان هو الاتي: اذا فكرنا في حوار فهل تفضلونه قبل الانتخابات الرئاسية او بعدها؟ ما يعني عمليا ان ما تفكر فيه باريس هو ابعد من رئاسة جمهورية انما بمؤتمر تأسيسي جديد على غرار «ميني طائف» لكن هذه الخطوة ستكون طبعا منسقة مع السعوديين والاميركيين بالدرجة الاولى الى جانب الايرانيين علما ان اوساطا بارزة اشارت الى ان هكذا طرح لا يمكن ان ينفذ الا قبل الانتخابات الرئاسية.
وبالانتظار، يبدو ان الحل التوافقي الذي بدأ الخارج يمهد له بدعم اميركي قطري وسعودي ضمنا، وهو قد ينتظر الاتفاق الاميركي الايراني على «الاثمان السياسية « في لبنان، او بتعبير أدق على ما قد يحصل عليه حزب الله الطرف الاقوى بالمعادلة ، مقابل التخلي عن فرنجية ، حل توافقي قد يكون عسكريا سياسيا بامتياز بوجهة هي اليرزة التي شكلت محطة اساسية ولافتة في زيارة الموفد الفرنسي لودريان علما ان معلومات الديار تؤكد ان العماد جوزيف عون لم يتعاط مع ضيفه على أنه مرشح رئاسي ولم يتحدث بمشروعه الرئاسي.
واللافت هو خروج الرئيس بري وللمرة الاولى للحديث عن رغبة اميركية بوصول جوزيف عون الى رئاسة الجمهورية مدعوم بما يبدو انه سمعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي زار مؤخرا قطر التي عادت وفاتحته باسم جوزيف عون علما ان موقف باسيل واضح ورافض منذ الاساس لوصول عون وهو لن يبدل هذا الموقف بحسب مصدر في التيار.
على اي حال ولحين نضوج التسوية الكبرى يبقى السؤال الاساسي يتمحور حول حزب الله اللاعب الاساس في المعادلة الرئاسية فهل يقبل في مرحلة لاحقة وصول جوزيف عون وباي ثمن؟ علما انه حتى الساعة لم تصدر اي كلمة عن مسؤول او نائب في الحزب ضد جوزيف عون لكن مصدرا موثوقا به يؤكد ان حزب الله لن يتخلى راهنا عن رئيس تيار المردة ويقول: «دخلنا بانسداد رئاسي طويل الامد» روحوا صيفوا وبعدا بنحكي!
جويل بو يونس – الديار