صحة

كيف تربّي أطفال سعداء وناجحين بالحياة؟ 3 نصائح من الخبراء

30 أيلول, 2023

يبذل الآباء الكثير من الجهد لتربية الأطفال الذين يريدهم المجتمع، وترغبهم الأسرة، وفي الوقت نفسه، يكافح الآباء أيضاً كثيراً لجعل أطفالهم أصحاء عاطفياً.

ويتم التركيز حالياً على الحاجة إلى تربية أطفال سعداء، والسبب هو أن الأطفال السعداء يكبرون ليكونوا ناجحين، حيث يُعتقد أن هؤلاء الأطفال يرون الأفضل في كل شيء، وبالتالي يحفزهم ذلك على البقاء إيجابيين دائماً.

ووفق تقرير حديث لشبكة CNBC الأميركية، تحدّث اثنان من الباحثين في مجال السعادة، هما لوري سانتوس، أستاذة علم النفس ومحاضرة في جامعة ييل، وآرثر بروكس، أستاذ في جامعة هارفارد، عن ثلاث نصائح مهمة لتربية أطفال سعداء.

الصلة بين السعادة والرفاهية
ترتبط السعادة بنتائج أفضل للصحة البدنية، ومن المرجح أن يشارك الأطفال السعداء في الأنشطة البدنية، ويحافظوا على نظام غذائي صحي، ويحصلوا على قسط كافٍ من النوم، مما يساهم في رفاهيتهم بشكل عام.

ويميل الأطفال السعداء إلى إقامة علاقات أقوى وأكثر إيجابية مع أقرانهم وأفراد الأسرة والبالغين. 

كما إنهم أفضل في تكوين صداقات وحل النزاعات والتواصل بشكل فعال. 

وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال السعداء غالباً ما يكون أداؤهم أكاديمياً أفضل، لأنهم قاموا بتحسين التركيز ومهارات حل المشكلات واستعداد أكبر للتعلم.

1- القلق والإحباط أمر طبيعي
وتقول لوري سانتوس إن الشعور بالانزعاج أو الحزن أو القلق هو مفهوم يصعب على البالغين فهمه ويصعب على الأطفال تفسيره. 

تضيف البروفيسورة سانتوس أن الآباء بحاجة إلى جعل أطفالهم يفهمون أن المشاعر السلبية لا بأس بها، وأنه لا يوجد شيء سيئ في الشعور بذلك، مشيرة إلى أنه من المؤسف أن العديد من الأطفال يعانون من سلبية الحياة في وقت مبكر أكثر من غيرهم، ولكن لا ينبغي أن تؤدي تلك الحالة إلى صرفهم عن البقاء سعداء. كما يجب على الآباء تعليم أطفالهم أن المشاعر السلبية مثل الحزن والقلق والإحباط هي مشاعر مؤقتة وسوف تختفي.

2. عدم التخويف من الشدائد
في محاولتهم لإعداد أطفالهم للمستقبل، يبالغ الآباء في إعداد أطفالهم عن طريق تعريضهم للشدائد. ينصح بروفيسور آرثر بروكس بعدم تعليم الأطفال الخوف من العالم، شارحاً أن “العالم مليء بالعناوين السلبية – ولكن إذا حاولت إعداد أطفالك لكل السيناريوهات الأسوأ، فإنك تخاطر بإخافتهم. وهذا لن يحافظ على سلامتهم، وسيجعلهم قلقين وأقل احتمالاً للنجاح”.

ويرجح البروفيسور بروكس أن يتم “إعداد الأطفال لمواجهة مشاكل محددة من المحتمل أن يواجهوها وأن يكون هناك تصور واقعي بشأن مستوى الخطر. يمكن تعليم الأطفال عدم قبول عرض من الغرباء بتوصيلهم إلى المنزل أبدًا دون جعلهم خائفين من جميع الأشخاص الجدد في كل موقف”.

3. عدم تهوين التهديدات
ويشير البروفيسور بروكس إلى أنه في حين أن الإفراط في إعداد الأطفال للأسوأ لا يساعدهم، إلا أن تلطيف الشدائد بالنسبة لهم لا يساعد كثيراً أيضاً. 

في حديثه عن تشاؤم ابنته، كتب البروفيسور بروكس في مجلة The Atlantic قائلاً: “لقد أخبرتنا عن الكآبة والعذاب كل مساء على العشاء، وكنت أنا (بروكس) وزوجتي نرى تشاؤمها المتزايد. لذلك شرعنا في مواجهة السرد المخيف عمداً. لم نقم بتلطيف التهديدات؛ لقد حاولنا ببساطة أن نكون محددين بشأن نوع السلوكيات التي شهدناها، والطرق التي يمكن أن نجعل بها العالم أكثر أماناً وازدهاراً اليوم مما كان عليه في الماضي. لقد كانت طريقتنا لمشاركة إيماننا الحقيقي بأن معظم الناس جيدون بشكل عام وأن الأمور تتحسن”.

تفشي عدوى السعادة
تتّفق سانتوس وبروكس في الرأي على أهمية السعادة داخل الأسرة، شارحين بطريقة بسيطة أنه “إذا كان الآباء قلقين بشأن أداء أطفالهم طوال الوقت، فسوف ينتقل الشعور بالقلق إلى الطفل تلقائياً ويبدأ في القلق بشأن أدائه.

وتنصح سانتوس وبروكس بأن يهتم البالغون بتنظيم عواطفهم عندما يتعلق الأمر بأطفالهم. ومن المرجح أن الاستنتاج هو أن السعادة تسود داخل الأسرة وأن كيفية استجابة كبار السن لموقف ما هي الطريقة التي يفسر بها الأطفال السعادة.

شارك الخبر: