اقتصاد

“زووم” نعته.. هل انتهت ثورة العمل عن بُعد؟

11 آب, 2023

لجأت آلاف الشركات المنتشرة في العالم إلى خيار “العمل عن بعد” لإنقاذ أعمالها بسبب قيود الإغلاق التي فرضتها جائحة كوفيد-19، حيث عمدت مختلف الشركات لتغيير نموذج أعمالها بما يتوافق مع سياسة “البقاء في المنزل”، والتي بدأ العالم بتطبيقها منذ بداية عام 2020، وذلك بمساعدة من الخدمات الرقمية، التي وفرتها برامج مؤتمرات الفيديو وتطبيقات التواصل ورسائل البريد الإلكتروني.

ومع بروز الجوانب الإيجابية لأسلوب “العمل عن بُعد”، خلال انتشار فيروس كوفيد-19، اعتقد كثيرون أن تطبيق هذا الأسلوب من العمل، لن يقتصر حصراً على فترة انتشار كورونا، بل سيستمر ليصبح النمط السائد للأعمال لسنوات طويلة، خاصة أن “العمل عن بُعد”، ساعد الشركات على تقليص كلفة إيجارات المقرات والمكاتب، التي لم تعد بحاجة إليها، إضافة إلى تخلص الموظفين من مهمة التنقل بين المنزل والعمل، التي قد تكون مرهقة في بعض الأحيان.

ولكن وبعد مرور نحو 3 سنوات على انتشار نظام “العمل عن بُعد”، ومع الانحسار شبه التام لفيروس كوفيد-19، يبدو أن الشركات العالمية بدأت تعيد نظرها، بشكل كلي بهذا النظام الذي تحول بنظرها من نظام “منقذ للأعمال” إلى نظام “قاتل للإنتاجية والابتكار”.

هذا التحول في التوجه لم يقتصر على شركة واحدة، بل شمل معظم الشركات في العالم، وآخرهم شركة “زووم” التي قادت ثورة العمل عن بعد أثناء جائحة فيروس كورونا.

زووم تنعى العمل عن بُعد
فقد أصدرت شركة “زووم” منذ ساعات، مذكرة طالبت فيها موظفيها، بالعودة للعمل من مقر الشركة، بهدف تعزيز إدارة العمليات، والحد من تشتت فرق العمل ورفع مستوى التعاون فيما بينهم.

كما أعلنت “زووم” أنها سوف تنشئ نظاماً هجيناً للعمل، يقضي بحضور الموظفين القاطنين بالقرب من مقرات العمل، يومين كل أسبوع، وهو ما اعتبره المراقبون بمثابة نعي لنهج “العمل عن بُعد”، من شركة رائدة في طرح منتجات رقمية تساعد في اعتماد أسلوب العمل من المنزل.

الحاجة انتفت للملاذ الآمن
ويقول الخبير في الموارد البشرية وريادة الأعمال لوسيان معماري، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن انتشار جائحة كوفيد-19 ساهم في جعل خيار “العمل عن بُعد” بمثابة الملاذ الآمن للشركات والأفراد، فالشركات رأت أنه الخيار الذي يضمن استمرار أعمالها، مع عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى أماكن أعمالهم.وبحسب معماري فإنه مع زوال فيروس كوفيد-19 إنتفت الحاجة للبقاء والعمل من المنزل، وبدأت عجلة الاقتصاد العالمي تدور بشكل سريع، بما لا يتماشى مع القدرة الإنتاجية لعمل الموظفين من المنزل، مشيراً إلى أن طلب الشركات الكبيرة من موظفيها العودة إلى أماكن العمل لم يأت عن عبث، فالشركات لاحظت أن بقاء الموظفين في المنازل تسبب بإتمامهم لأعمالهم دون حماسة، وأفقدهم روح الإبتكار المطلوبة لخلق أي منتج أو خدمة جديدة، وهذا الأمر مبرر من الناحية العلمية، حيث أن اختلاط وتواصل الموظف بأشخاص من خلفيات اجتماعية متعددة في مكان العمل، لطالما اعتبر من العناصر التي تنمي وتحفز قدرات الفرد المهنية وتجعله أكثر قدرة على الإنتاج. (سكاي نيوز)

شارك الخبر: