خطة إيرانية بارزة والهدف “أفريقيا”.. ماذا يوجد هناك؟
تسعى إيران للحصول على اليورانيوم من غرب إفريقيا، مما يشير إلى توسع إضافي في برنامجها النووي، الذي طالما أثار قلق الدول الغربية خلال العقود الماضية.
ورغم التدقيق المستمر والجهود المتعددة لتقليص فرص حصول إيران على اليورانيوم، لا تزال طهران تستضيف أحد البرامج النووية الأكثر تقدماً في العالم، وقد ظهرت تقارير تفيد بأن برنامج الأسلحة في البلاد يكتسب زخماً.
وقال أحد الخبراء لمجلة نيوزويك الأميركية “إنه على الرغم من أن البلاد لم تبدأ بشكل نهائي في تسليح قدراتها النووية، فإن المحاولات المستمرة لتعزيز مخزونها المخصب يثير القلق”.
زيادة إمدادت اليورانيوم
وكشفت الدكتورة أولاينكا أغالا، المحللة الجيوسياسية من غرب أفريقيا والأستاذة في جامعة ليدز بيكيت، أن إيران ربما تحاول الاستفادة من الاضطرابات السياسية في النيجر، لزيادة إمداداتها من اليورانيوم.
وقالت أغالا: “هناك شائعات بأن إيران تسعى بقوة للحصول على تراخيص تعدين في النيجر لتخصيب منشآتها النووية”.
وفي تموز الماضي، اعتقل الحرس الرئاسي في النيجر الرئيس محمد بازوم، وبعد ذلك أعلن الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه زعيماً للبلاد، ومنذ الانقلاب، الذي يُزعم أنه مدعوم من مجموعة فاغنر الروسية، ابتعدت البلاد عن تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة وحلفائها، وبدأت في تعزيز الشراكات مع روسيا وإيران.
مخاوف أميركية
وفي وقت سابق من حزيران، أثارت إيران المخاوف في واشنطن، بعد أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن البلاد بدأت في تخصيب اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة في نطنز.
وقالت داريا دولزيكوفا لمجلة “نيوزويك”، وهي زميلة باحثة متخصصة في انتشار الأسلحة النووية والسياسة النووية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: “كنا واضحين أنه يجب على إيران ألا تطور سلاحاً نووياً أبداً، ودعونا منذ فترة طويلة إيران إلى التراجع عن أنشطتها النووية المثيرة للقلق”.
وأضافت دولزيكوفا: “لدى إيران برنامج نووي متقدم للغاية، لكنني لم أر في المصادر العامة أي معلومات أو تقييمات تشير إلى أن إيران اتخذت قراراً بتسليح هذا البرنامج. ولا أعتقد أن التسلح أمر لا مفر منه، ومع ذلك، فإن الحالة المتقدمة للبرنامج – أي مستويات تخصيب اليورانيوم وزيادة مخزونات اليورانيوم المخصب – تثير القلق والتساؤلات حول النوايا الإيرانية”.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن مجموعة جديدة من العقوبات ضد إيران، رداً على المحاولات الإيرانية “لزيادة قدرتها على التخصيب”، و”فشلها المستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ومع ذلك، قالت دولزيكوفا إنها غير مقتنعة بأن المجموعة الحالية من العقوبات الغربية ستكون كافية لإجبار إيران على تغيير مسارها.
وتابعت: “في حين أعتقد أنه لا يزال من المهم مواصلة الضغط الاقتصادي على إيران من خلال العقوبات المتعددة الأطراف والأحادية، إلا أنني لست مقتنعة بأن العقوبات فعالة كأداة للتأثير على التفكير الإيراني كما كانت قبل 10 أو 11 عاماً”.
وقالت إن “عدداً متزايداً من الدول – وخاصة في الجنوب العالمي، ولكن ليس فقط – أصبحت أقل استعداداً الآن للانضمام إلى الجهود الأميركية لزيادة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على إيران، الأمر الذي يقوض ذلك”.
وتحاول إيران حالياً تعميق علاقاتها الاقتصادية والاستراتيجية مع دول أخرى غير النيجر، بما في ذلك السودان ومالي وبوركينا فاسو والعديد من دول الساحل الأخرى. (24)