انكماش الاقتصاد الألماني يهدد منطقة اليورو بالركود
سجل الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا، المقياس الرئيسي لنمو الاقتصاد، انكماشاً بنحو 0.1 في المئة خلال الربع الثالث من العام الجاري على أساس ربع سنوي، مقارنة بالربع الثاني من عام 2023 بعد تعديل الأسعار والتغيرات الموسمية والتقويمية.
في الربع الثاني من عام 2023، ارتفع الأداء الاقتصادي بشكل طفيف (+ 0.1%)، بعد الركود في الربع الأول من عام 2023، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني الصادرة يوم الاثنين.
وأشارت البيانات إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي النهائي للأسر على وجه الخصوص، بينما أسهم استثمار الشركات في الآلات والمعدات إيجابياً في تكوين رأس المال الثابت خلال الربع الثالث من العام الجاري.
وعلى أساس سنوي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من عام 2023 بنسبة 0.8 في المئة معدلة مقارنة بالربع الثالث من عام 2022، إذ كان الانخفاض أقل (-0.3%) بعد تعديل السعر والتقويم فقد كان هناك يوم عمل واحد أقل مما كان عليه في الفترة نفسها من العام السابق.
خطر الركود بمنطقة اليورو
ولا تبشر هذه البيانات بالخير بالنسبة للمنطقة بأكملها التي تستخدم اليورو، لأن ألمانيا هي الأكبر بين اقتصاداتها العشرين، إذ تزيد هذه البيانات من خطر الركود في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال كلاوس فيستيسن، كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو في بانثيون ماكروإيكونوميكس «إن الاقتصاد الألماني يتأرجح مرة أخرى على حافة الركود الفني»، يتم تعريف الركود الفني بأنه ربعان متتاليان من انخفاض الإنتاج.
وأضاف أن الاقتصاد الألماني عالق الآن بقوة في الوحل، مشيراً إلى أنه من المشكوك فيه أن يتعافى الاقتصاد في الربع الرابع. وأضاف أن «المخاطر تميل نحو الجانب السلبي مع بداية عام 2024».
وفي حين أن الاقتصاد الألماني قد يكون الأكثر تضرراً بشكل خاص، فإن النشاط التجاري في بقية منطقة اليورو كان باهتاً أيضاً ويعتقد الاقتصاديون أن فترة من الركود، أو حتى الركود الخفيف، تلوح في الأفق في المنطقة، وفقاً لـCNN.
وتوقع مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني ارتفاع التضخم في البلاد بنحو 3.8 في المئة على أساس سنوي لشهر تشرين الأول الجاري، بينما أشارت التوقعات إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الموحد إلى ثلاثة في المئة على أساس سنوي مقابل انخفاضه بنحو 0.2 في المئة خلال شهر أيلول الماضي.
ويذكر أن مؤشر الأسعار الموحد هو أداة قياس التضخم الموحدة بدول منطقة اليورو.
وأشارت توقعات مكتب الإحصاء إلى ارتفاع معدل التضخم الأساسي (باستثناء أسعار الغذاء والطاقة) إلى 4.8 في المئة، بينما لفتت إلى انخفاض أسعار الطاقة بنحو 3.2 في المئة خلال شهر تشرين الأول الجاري، والذي يعد الانخفاض الأول منذ كانون الثاني بنحو 2.0 في المئة.
ومن المتوقع أن تسجل أسعار الغذاء ارتفاعاً بنحو 6.1 في المئة على أساسٍ سنوي والتي تعد الزيادة الأعلى منذ شهر شباط من العام الماضي عندما ارتفعت بنحو 5.4 في المئة على أساسٍ سنوي.
ومن المتوقع أن تُنشر النتائج الرسمية لمؤشر أسعار المستهلك الألماني في الثامن من تشرين الثاني المقبل.