اقتصاد, صحة, منوعات

الوضع الاقتصادي يُقلق جيل زد: اضرابات في النوم وقلق!

27 تشرين الثانى, 2025

مع تصاعد معدلات التضخم وارتفاع البطالة، يشير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن الخريجين الجدد يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة. ويعيش جيل زد (مواليد منتصف التسعينيات حتى مطلع الألفية) حالة غير مسبوقة من القلق المالي، إذ يقول 7 من كل 10 منهم إنهم يعجزون عن النوم ليلاً بسبب التفكير في أوضاعهم المادية.

بدلاً من اللجوء إلى حلول عملية مثل إعداد ميزانية أو تكوين صندوق طوارئ، يتجه كثيرون إلى ما يُعرف بـ«الراحة السلبية» عبر الشاشات. فبعضهم يقضي ساعات في ما يسمى «التعفن في السرير» (Bed Rotting)، وآخرون يكتفون بمشاهدة التلفاز أو الانغماس في «التمرير الكارثي» على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهي عادات لا تخفف القلق بل تغذّيه.

شركة «Amerisleep» المتخصصة في المراتب حلّلت تأثير الأوضاع الاقتصادية على نوم الأميركيين، فكشف نحو نصفهم أنهم لا يحصلون على أي استراحة نفسية بسبب الضغوط المالية، وأن نومهم تدهور منذ بدء الرئيس ترامب في رفع الرسوم الجمركية، إلى درجة أنهم يستيقظون ليلاً من شدة القلق الاقتصادي. لكن جيل زد يبدو الأكثر تأثراً؛ فالشباب الذين يُفترض أنهم مستقبل سوق العمل هم الفئة الأرجح للسهر وهم يفكرون في المال، إذ يعجز 7 من كل 10 عن النوم بسبب التوتر من ارتفاع الأسعار والإيجارات وضعف الأمان الوظيفي.

كيف تتوقف عن تصفح الأخبار السلبية وتطمئن مالياً؟

أساليب التهرب قد تمنح شعوراً مؤقتاً بالسيطرة في عالم مضطرب، لكنها عملياً تؤجل مواجهة المشكلة وتزيد التوتر مع الوقت. فالسعي المستمر وراء جرعة سريعة من الدوبامين عبر الشاشات يبعدك عن التعامل الجدي مع وضعك المالي.

يحذّر التقرير، نقلاً عن مجلة «فورتشن» من أن هذه العادات قد تبدو مريحة في البداية، لكنها تربك إيقاع النوم وتتركك أكثر إنهاكاً في اليوم التالي. بدلاً من كبت القلق ليظهر فجأة في منتصف الليل، ينصح الخبراء بتخصيص «نافذة للقلق» في وقت مبكر من اليوم: 15 إلى 20 دقيقة لكتابة مخاوفك والأفكار والحلول الممكنة، ثم تذكير نفسك ليلاً بأنك تعاملت معها مسبقاً.

وبخصوص التصفح المفرط قبل النوم، يوصي التقرير بفرض «حظر للهاتف» قبل ساعة من الذهاب إلى السرير، أو ترك جميع الأجهزة في غرفة أخرى لتقليل الإغراء، مع ضرورة إيجاد نشاط بديل يشغل اليد والعقل أثناء الاسترخاء، حتى لا تعود العادة القديمة بسهولة.

ويشجّع التقرير على استبدال تصفح الإنترنت بأنشطة أكثر هدوءاً، مثل قراءة كتاب ورقي، أو كتابة اليوميات، أو أداء تمارين تمدد خفيفة، حتى يحصل العقل على بديل مريح يملأ هذا الفراغ.

أما لاستعادة الثقة المالية، فينصح الباحثون بوضع أهداف مالية صغيرة وقابلة للتحقيق؛ مثل بناء صندوق طوارئ بسيط أو سداد دين صغير لتعزيز الشعور بالتقدم. كما يدعون إلى متابعة الدخل والمصاريف والديون والمدخرات لمدة شهر على الأقل، للحصول على صورة واضحة عن الوضع المالي الحقيقي بدلاً من الاعتماد على الخوف والتخمين. فالمعرفة الدقيقة – بحسب التقرير – غالباً ما تخفف من القلق الناتج عن الإحساس بفقدان السيطرة أو الجهل بالقرارات المالية.

شارك الخبر: