“تيتان”: القصة الكاملة لغوّاصة “الموت” والضحية الخائف.. من يتحمّل المسؤولية؟
لم تنتهِ رحلة غواصة “تيتان” التي فقدت يوم الأحد في قاع المحيط الأطلسي، كما كان متوقعاً، فالأمل الذي حاول البعض تمديده بعد انتهاء مدة الـ96 ساعة، وهو الوقت المقدّر قبل أن ينفد الأوكسجين، تبدّد مع العثور على حطامها، أمس الخميس، وفق ما أعلن خفر السواحل الأميركي.
وأشار الخفر إلى مصرع جميع من كانوا على متن الغواصة التي كانت قد انطلقت في رحلة، هدفها استكشاف حطام “التايتانيك”.
تفاصيل رحلة “الموت”
وبالعودة إلى تفاصيل الرحلة، فإنّ الغواصة والتي يبلغ طولها 6.7 متر، وتشغلها شركة “أوشن غيت”، قد انطلقت وعلى متنها 5 أشخاص، في رحلة لمدّة ساعتين فجر الأحد، غير أنّها فقدت الاتصال مع مركبة الدعم.
وفيما كان الخوف بداية هو من فقدان الأوكسجين بعد مرور 96 ساعة، باعتبار أنّ الغواصة سليمة، جاءت المفاجأة عندما عثر على حطامها، وذلك بعدما غاصت مركبة آلية أُرسلت من سفينة كندية، بهدف البحث عنها.
وعثر على الحطام على بعد حوالي 488 متراً من مقدمة سفينة “التايتانيك”، التي غرقت منذ 100 عام، وعلى عمق أربعة كيلومترات من سطح الماء، في زاوية نائية من شمال المحيط الأطلسي.
وكشف مسؤولو خفر السواحل، أنّه عثر على 5 أجزاء من حطام الغواصة، دون أن يتم الكشف عن رفات بشرية في موقع البحث.
ووفق خفر السواحل الأميركي فإنّ الغواصة تعرّضت لـ”انفجار داخلي كارثي” .
وتوقع الأدميرال في خفر السواحل الأميركي جون موغر، أن يكون الانفجار قد حصل في يوم الهبوط، أي الأحد.
مبالغ باهظة
وتبلغ تكلفة الرحلة على هذه الغواصة 250 ألف دولار للشخص الواحد، علماً أنّ الشركة بدأت تنظّم هذه الرحلات منذ العام 2021.
وفي العام 2018 أثيرت أسئلة حول سلامة الغواصة “تيتان”،
وركاب الغواصة الخمسة هم: الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ (58 عاما)، رجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود (48 عاما)، وابنه سليمان (19 عاما)، والاثنان مواطنان بريطانيان، المستكشف وعالم المحيطات الفرنسي بول هنرينار جوليت (77 عاما) والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت” راش ستوكتن.
يشار إلى أنّ حطام سفينة “تيتانيك” التي غرقت في أول رحلة لها عام 1912، يرقد على بعد 1450 كيلومتراً تقريباً شرق مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأميركية، و644 كيلومتراً جنوب مدينة سانت جونز بمقاطعة نيو فاونلاند في كندا.
ما هو الانفجار الكارثي؟
وفق تقرير نشره موقع “HITC”، يحصل “الانفجار الداخلي” في الغواصة عندما “تنهار على نفسها نتيجة لارتفاع ضغط الماء”، وهذا سيكون كارثياً ولن يبقى أيّ من ركابها على قيد الحياة.
وبحسب ما نشر موقع “أيه أس”، فإنّ الغواصات تتعرض لنوعين من الانفجارات:
الانفجار الخارجي ويحصل عندما يتراكم الضغط داخل مساحة محصورة، ما يدفع هيكل الغواصة للخارج.
الانفجار الداخلي، ويحصل عندما تتعرّض الغواصة لضغط خارجي كبير ما يدفع نحو انفجار وانهيار الهيكل نحو الداخل.
“كان مرعوبا”.. ما قصة أصغر ضحية؟
نقل موقع “إن بي سي”، عن عمّة الشاب سليمان داوود البالغ (19 عاماً)، أنّه لم يكن متشجعاً للرحلة، بل كان يعيش حالة من الرعب، ولكنه قام بها إرضاء لوالده، الذي كان مفتوناً بـ”تايتانيك”.
من يتحمّل المسؤولية؟
استناداً إلى ما نشره موقع “إن بي سي نيوز” بعدما استطلع آراء عدد من القانونيين، فإنّ الجهات التي تنظّم مثل هذه الرحلات الخطيرة، تعمد إلى شراء “تأمين المسؤولية”، سيّما وأنّ نماذج التنازل التي يوقعها العملاء قد لا يؤخذ بها.
وهذا التأمين يحمي الجهة، من تحمّل مسؤولية أيّ إصابات أو أضرار قد تلحق بالأشخاص أو الممتلكات.
إعداد: “هنا لبنان”