عرب وعالم, لبنان

تصعيد كبير يبدّد الآمال بالتوصل الى إتفاق.. نتنياهو للعالم: لن أوقف الحرب

1 تشرين الثانى, 2024

ما رشح عن محادثات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وبريت ماكفورك في اسرائيل لا يوحي برهانات مقبلة على إنجاز اتفاق لوقف اطلاق النار خلال الأيام القليلة المقبلة عن الثلاثاء الكبير موعد المنازلة الرئاسية الاميركية بين الرئيس السابق دونالد ترامب (عن الحزب الجمهوري) وكاملا هارسي (عن الحزب الديمقراطي).وعليه، لن يزور هوكشتاين بيروت، كما كان متوقعا بل عاد إلى واشنطن.

هذا الواقع دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان أبدى مساء الاربعاء تفاؤلاً حذراً في امكان إعلان وقف النار، الى القول أمس إن “التهديدات التي يطلقها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي قتلاً وتدميراً وتخريبا”.
وأشار إلى أنه “أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالباً تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والإنسانية”. وقال: “لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بالأمس أنه سيسعى في إسرائيل للتوصل إلى حل يوقف اطلاق النار تمهيداً للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علماً أن التصعيد الإسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الإسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة”.

وفي تصعيد متواصل لموقفه أكد نتنياهو للموفدين “تصميم إسرائيل على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال”.
وقال: “القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاد الاتفاق”. وأضاف: “وقف إطلاق النار مع “حزب الله” يجب أن يضمن أمن إسرائيل”. وتحدث عن “ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان” مضيفاً “الواقع أثبت العكس ولا أحدد موعداً لنهاية الحرب لكني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران … لا أقلل من شأن أعدائنا مطلقاً والمهم في التسوية في لبنان إمكان تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح”.
وكتبت” النهار”: لم تكن دورة التصعيد الحربي الإسرائيلي المضاعف بدءاً من صباح أمس شاملاً كل مناطق الاستهدافات الدائمة زائد توسيع الهجمات بالمسيّرات بهدف الاغتيالات سوى جواب عاجل وسريع على كل الذين ساورتهم آمال متعجلة في إمكان أن ترى تسوية لوقف النار والشروع في تنفيذ القرار 1701 النور قبل الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية النور. ومع أن التصعيد بذاته بدا الجواب السريع الأولي الذي واكب بدء محادثات موفدي الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، فإن الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب لقائه الموفدَين الأميركيين أحبط المراهنين على “هدية” يقدمها نتنياهو إلى الادارة الأميركية الحالية من شأنها أن تجيّر لمصلحة المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس عبر استجابته لجهود واشنطن إعلان وقف النار في لبنان قبل الثلاثاء المقبل.
بذلك يكون نتنياهو استعاد النسخة الثانية لإحباطه في اللحظة الاخيرة مشروع الحل الأميركي- الفرنسي الذي سبق للبنان الرسمي أن وافق عليه وأيدته مجموعة واسعة من الدول. وتبعاً للمناخ السلبي المقفل الذي ساد أمس عقب محادثات الموفدين الأميركيين مع نتنياهو، صار شبه مؤكد أن هوكشتاين لن يزور بيروت بعد تل أبيب ولو أنه قد يتواصل مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لإبلاغهما نتائج محادثاته في إسرائيل، وأن الجهد الديبلوماسي الأميركي صار معلقاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية بما يعكس تالياً أن دورات التصعيد الحربي قد تتخذ وجهاً أشد عنفاً في قابل الأيام.

وكتبت” الديار”:انهيار المساعي الديبلوماسية يفتح الباب على مصراعيه امام تصعيد خطر لا يمكن التكهن بحدوده، في ظل اصرار اسرائيلي على استسلام المقاومة والدولة اللبنانية دون قيد او شرط، وهو امر لا يمكن حتى النقاش فيه مع لبنان الرسمي وحزب الله. هكذا عادت الكلمة للميدان، حيث يواصل جيش الاحتلال حربه الهمجية ضد المدنيين، والبنية التحتية لبيئة المقاومة، في النبطية وصور وبعلبك، ويتفنن بجرائم الحرب ضد الانسانية، امام صمت دولي واقليمي مريب،
واعربت اوساط ديبلوماسية اوروبية عن دهشتها من موقف نتانياهو الذي كان يعرف مسبقا ان المقترح لن يكون مقبولا من قبل حزب الله وبيروت، لكنه لم ينتظر ان يرفضه الطرف الآخر، وبادر الى اتخاذ موقف سلبي مثير للقلق لانه يشرع الابواب امام تصعيد ميداني قد يتخذ اشكالا اكثر دموية حيث تخشى فرنسا خصوصا من انتقال «اسرائيل، الى مرحلة استهداف البنية التحتية للدولة اللبنانية بعدما استنفدت كل اهدافه العسكرية ضد حزب الله، وتراوح المعركة البرية مكانها، ولهذا قد يلجأ الاسرائيليون الى ضرب القطاعات الحيوية اللبنانية، ظنا منهم انها يمكن ان تجبر الطرف الآخر على الاستسلام.
وكتبت” الاخبار”: حسم رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمره بأن أوان «التسوية» في لبنان لم يحن بعد، وأنه ماضٍ في الحرب على لبنان، «حتى تحقيق الأهداف الواضحة للانتصار». وفي المقابل، كانت المقاومة تكبّد قوات العدو التي تحاول التوغّل في المنطقة الحدودية، وخصوصاً في محور الخيام، خسائر فادحة، بالتزامن مع استهداف شمال فلسطين المحتلة، من المستوطنات الحدودية إلى حيفا، بالصواريخ والمُسيّرات، دون توقّف.

ونقلت وسائل اعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين تشكيكهم في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف النار في غزة ولبنان، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني. واعتبروا أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة. ولفتوا إلى أن هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس جو بايدن، أن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة المقبل، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مقربين من نتنياهو قولهم إنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن الحرب في لبنان قبل الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني، على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع في هذا الاتجاه.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين وعرب آخرين يشاركون في مفاوضات تجري بهذا الشأن قولهم إن جماعة “حزب الله” والحكومة اللبنانية لم يقبلا الاتفاق الدبلوماسي المُقترح، وقالا إنه يتيح لإسرائيل حرية أكبر لمواصلة هجومها عبر الحدود. ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجانب الإسرائيلي يسعى للاستفادة مما وصفه بـ”الإنجازات العملياتية الضخمة لإسرائيل وخاصة تدمير قيادة حزب الله بأكملها”. وأضاف: “كل المفاوضات ستتم تحت النار. لا أحد يوافق على وقف إطلاق النار من أجل التفاوض على اتفاق”.

وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن قال: أحزرنا تقدماً جيداً بشأن ما هو مطلوب للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الامن الدولي رقم1701 في لبنان.

وقال بلنكن: بناء على زيارتي الاخيرة للمنطقة والعمل الجاري الأن، فقد حققنا تقدماً جيداً في تلك التفاهمات.
وتحدثت عن ارسال رسالة ضمانات لاسرائيل تتعهد بها بأن لاسرائيل الحق في القيام بأي عملية من أجل أمنها، بالإضافة إلى رسالة أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق (ترسل إلى كل من اسرائيل ولبنان).

شارك الخبر: