عرب وعالم

تجنبا لأي استهداف.. ما هو النظام الذي يعتمد عليه السنوار؟

16 أيلول, 2024

تعددت التقارير التي تتناول الطرق التي يتبعها زعيم حركة حماس يحيى السنوار لحماية نفسه على اعتبار أنه هدف إسرائيلي من العيار الثقيل.

وعلى الرغم من التركيز دائما على تعدد وسائل الحذر تلك، إلا أن انخفاض تقنيتها واستخدام طرق بدائية قد يكون منفذا للاستخبارات الإسرائيلية نحو تحقيق الهدف الذي تصوره إسرائيل على أنه واحدا من انتصاراتها الكبرى.

تطرق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” إلى نظام اتصالات وصفه بـ”منخفض التقنية” يعتمد عليه السنوار تجنبا لأي استهداف.

وتجنب السنوار إلى حد كبير المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها والتي أدت إلى مقتل قياديين آخرين.

وبدلاً من ذلك، فإنه يستخدم نظاما معقدا من الرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد والتي تسمح له بتوجيه عمليات حماس حتى أثناء الاختباء في الأنفاق تحت الأرض.

إن لمحة عن كيفية بقاء السنوار على قيد الحياة تأتي من وسطاء عرب نقلوا الرسائل ذهابا وإيابا خلال محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

قال الوسطاء إن الرسالة النموذجية من السنوار تكون مكتوبة بخط اليد ويتم تمريرها أولا إلى عضو موثوق به في حماس ينقلها على طول سلسلة من الرسل، وقد يكون بعضهم مدنيين.

غالبًا ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة لمستلمين مختلفين وظروف وأوقات مختلفة، بناءً على نظام طوره السنوار وسجناء آخرون أثناء وجودهم في السجون الإسرائيلية.

لقد أصبحت وسائل الاتصال التي يستخدمها السنوار أكثر حذرا وتعقيدا مع تمكن إسرائيل من العثور على رفاقه رفيعي المستوى وقتلهم، وخاصة الهجوم الذي وقع في بيروت والذي أدى إلى مقتل صالح العاروري، نائب الزعيم السياسي لحماس ومؤسس الجناح العسكري للحركة.

تتمتع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ببعض من أكثر القدرات تطوراً في العالم لاعتراض الاتصالات الإلكترونية، وبعد وفاة العاروري، تحول السنوار بالكامل تقريبا إلى الرسائل المكتوبة بخط اليد والاتصالات الشفهية، وأحيانا يتداول التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين.

إن النهج البدائي الذي يتبعه السنوار في التعامل مع الاتصالات يعود إلى نظام استخدمته حماس في سنواتها الأولى، والذي تبناه السنوار عندما اعتُقِل في عام 1988.

قبل سجنه، أسس السنوار شرطة الأمن الداخلي لحماس، والتي تسمى “مجد” والتي جندت عملاء داخل السجن يُطلق عليهم “السواعد” الذين قاموا بتوزيع الرسائل المشفرة من قسم إلى آخر.

يقول توماس ويثينغتون، الخبير في الحرب الإلكترونية وزميل الأبحاث في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن، إن “زعيم حماس، على الرغم من حرصه الشديد، إلا أنه لا يحتاج إلا إلى ارتكاب خطأ واحد لإعطاء إسرائيل فرصة سانحة”.

ويضيف ويثينغتون: “إن تلك اللحظة التي تنسى فيها الانضباط، يمكن أن توقع حكم إعدامك”. (سكاي نيوز عربية)

شارك الخبر: