جولة جديدة من المفاوضات…اليكم التفاصيل
تجري جولة جديدة من المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر.
ويصل إلى القاهرة مساء اليوم وفد حركة حماس للاستماع لنتائج المفاوضات، حيث لم يحضر قادة حماس المحادثات في القاهرة يومي الخميس والجمعة.
وغادر وفد إسرائيلي القاهرة أمس الجمعة بعد تسليمه الجانب المصري ما قيل إنها خرائط المواقع المقترحة لتموضع القوات الاسرائيلية في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا بين مصر والقطاع، خلال المرحلة الاولى من اتفاق وقف إطلاق النار حال التوصل إلى ذلك الاتفاق، على أن يسلم الوسيط المصري تلك الخرائط لممثلي حركة حماس لإبداء الرأي فيها.
وتتضمن خطة السلام الأميركية وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة عشرات الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس، عندما شنت هجوم السابع من تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط شائكة رئيسية، كالسماح لإسرائيل بالاحتفاظ بقواتها في غزة بعد انتهاء الحرب.
وضع الرئيس الأميركي جو بايدن “خطة السلام” في أيار من هذا العام، والتي تتضمن ثلاث مراحل.
تتضمن المرحلة الأولى “وقفاً كاملاً وشاملاً لإطلاق النار” يستمر ستة أسابيع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وتبادل بعض الرهائن – بما في ذلك النساء وكبار السن والمرضى والجرحى. وسيتم مبادلتهم بسجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
أما المرحلة الثانية فتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء الآخرين و”وقفاً دائماً للأعمال العدائية”.
وتقول إسرائيل إن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين، وتعتقد أن 71 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
وكان هناك أربع رهائن آخرين في غزة قبل السابع من تشرين الأول الماضي، ويُعتقد أن اثنين منهم قد لقيا حتفهما. وقالت القوات الإسرائيلية إنها انتشلت، في 20 آب الجاري، جثث ست رهائن من مدينة خان يونس جنوبيّ قطاع غزة.
وفي المرحلة الثالثة، سيتم البدء في وضع خطط لإعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن القتلى.
ويبدو أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد حصل على دعم لهذه المقترحات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما زار الشرق الأوسط في الفترة من 17-21 آب 2024.
وقال بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية في 19 آب: “كرر رئيس الوزراء التزام إسرائيل بالمقترح الأميركي الحالي بشأن إطلاق سراح رهائننا، والذي يأخذ بعين الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية، وهو ما يصر عليه بشدة”.
ومع ذلك، عندما سافر بلينكن إلى مصر في اليوم التالي للتحدث إلى الوسطاء المصريين والقطريين، الذين يُعتقد أنهم على اتصال مع قادة حماس، لم يحرز أي تقدم آخر.
تقول إسرائيل إن أي اتفاق سلام ستوقعه يجب أن يمنحها حرية استئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رأت ضرورة لذلك.
وتقول حماس إنه يجب أن يكون هناك وقف كامل للأعمال العدائية.
كما تريد إسرائيل الاحتفاظ بوجود عسكري في قطاع غزة، ونشر قواتها على طول “محور نتساريم”، إلى الجنوب من مدينة غزة، لمراقبة النازحين العائدين من جنوب غزة إلى الشمال بعد انتهاء القتال.
لكن حماس تريد أن يتمكن سكان غزة من التنقل بحرية إلى الشمال.
وأيضاً تريد إسرائيل أن تحتفظ بقواتها العسكرية على طول الحدود بين مصر وغزة، التي يبلغ طولها 14 كيلومتراً وتقع في الطرف الجنوبي من القطاع، وهو ما يسميه الجيش الإسرائيلي بـ “محور فيلادلفيا”.
والسبب الرئيسي لذلك هو منع حماس من تهريب المزيد من الأسلحة إلى غزة.
وبنى الجيش الإسرائيلي محور فيلادلفيا عندما كانت غزة تحت احتلاله المباشر بين عامي 1967 و2005، وأصبح هدفاً رئيسياً في الهجوم الإسرائيلي الحالي ضد حماس.
فيما تريد كل من حماس ومصر من الجيش الإسرائيلي الانسحاب الكامل من الحدود.
كما أن هناك خلافات حول شروط تبادل الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل السجناء الفلسطينيين.
وفي تشرين الثاني 2023، عقدت إسرائيل هدنة لمدة أسبوع مع حماس، أفرجت خلالها حماس والجماعات المسلحة الأخرى في غزة عن 105 من الرهائن الإسرائيليين مقابل نحو 240 سجيناً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن إسرائيل قلقة بشأن من ستطلق سراحهم في المستقبل. فهي تريد أن يكون لها حق الاعتراض على 65 سجيناً من أصل 150 سجيناً من ذوي الأحكام الطويلة الأمد الذين تريد حماس الإفراج عنهم.
ذهب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط بهدف “سد الفجوات” بين إسرائيل وحماس، وقال إنه يأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في وقت مبكر من الأسبوع التالي.
وقال بلينكن بعد ذلك إن الوقت قد حان الآن لمحاولة “إقناع حماس بالانضمام إلى الاتفاق”.
لكن حركة حماس تقول إن المقترحات التي تطرحها إسرائيل الآن لإبقاء قواتها في محور فيلادلفيا هو تراجع عما قبلته الحركة في السابق.
وقال مسؤول في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، إن حماس لن تقبل “بأقل من انسحاب قوات الاحتلال، بما في ذلك محور فيلادلفيا”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ردّ مسؤول أميركي رفيع المستوى على إصرار نتنياهو على الاحتفاظ بوجود عسكري في غزة، قائلاً إنه يدلي “بتصريحات متطرفة، غير بناءة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وتشن القوات الإسرائيلية حرباً على غزة لتدمير حماس، وذلك رداً على هجوم السابع من تشرين الأول 2023 الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 40,200 شخص في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، والتي لا تقدم تفاصيل عن وفيات المدنيين والمقاتلين. ويقول مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
ولا يزال القتال عنيفاً هناك، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مؤخراً نحو 30 هدفاً بما في ذلك أنفاق ومواقع لإطلاق الصواريخ، وموقع مراقبة يستخدمه مقاتلو حماس.
وفي 21 آب الجاري، أدت غارة على مدرسة صلاح الدين التي تديرها الأمم المتحدة في مدينة غزة – والتي قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس استخدموها “كمخبأ” – إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين، وفقاً لجهاز الدفاع المدني في غزة.