هل الحرب مع إسرائيل هي الأمل الوحيد لآية الله؟.. تقرير لـ”The Washington Times” يُجيب
ذكرت صحيفة “The Washington Times” الأميركية أن الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران قد اقترب من نقطة الغليان مع اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران.وفي الواقع، إن الجرأة في تنفيذ عملية الاغتيال والرسالة التي يرسلها إلى حماس وإيران هي ما يهم: “ليس هناك مكان للاختباء، لدينا جواسيس في كل مكان ويمكننا العثور عليكم والوصول إليكم في أي مكان”. وهذه رسالة مهمة للغاية بسبب الجهود التي بذلتها إيران على مدى العقود الماضية لتمويل وتدريب وتسليح دائرة من الجيوش بالوكالة بهدف التغلب على إسرائيل في حرب متعددة الجبهات. ويبدو أن إسرائيل في المرحلة النهائية من هزيمة أحد تلك الجيوش، حماس”.
وبحسب الصحيفة، “في أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، واجه الموساد انتقادات مكثفة من المراقبين المحليين والدوليين، كما وأثيرت أسئلة حول قدرة الوكالة على توقع مثل هذه التهديدات ومنعها. وبالتالي فإن اغتيال هنية يعمل على استعادة الثقة في الموساد. تُظهر هذه العملية قدرة الموساد على القيام بمهام عالية المخاطر بدقة وفعالية، وإرسال رسالة واضحة إلى خصومه.علاوة على ذلك، فإن العملية تسلط الضوء على أهمية الاستخبارات في تشكيل المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تشكل المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب الفرق بين السلام والصراع”.
وتابعت الصحيفة، “إن تمكن إسرائيل من تنفيذ هذه المهمة له أيضًا آثار أوسع على استراتيجية الردع الإسرائيلية. فمن خلال القضاء على شخصية رئيسية مثل هنية، فإن الموساد لا يعطل القدرات العملياتية لحماس فحسب، بل يرسل أيضاً إشارات إلى المجموعاتالمعادية الأخرى بأن إسرائيل تظل يقظة وقادرة على توجيه ضربات حاسمة. من المؤكد أن هذا سيجعل إيران تتجنب أي رد فعل غير محسوب، لذلك ستحتاج إلى وقت للتأكد من أن دفاعاتها الجوية قوية قدر الإمكان لما يمكن أن يكون هجومًا مضادًا إسرائيليًا ساحقًا”.
وأضافت الصحيفة، “سيتم توضيح “كيفية” الاغتيال في الوقت المناسب، ولكن في هذه الأثناء، فإن خطوة إسرائيل الجريئة بشكل لا يصدق لم تحرج إيران فحسب، بل أثارت أيضًا شبح حرب شاملة بين أعدائها. ومع ذلك، يشير التاريخ الحديث إلى أنه حتى مثل هذا التصعيد الاستفزازي لا يؤدي دائمًا إلى حرب واسعة النطاق. إن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط معقد بشكل لا يصدق، وتحمل احتمالات الحرب بين إسرائيل وإيران عواقب كبيرة ليس فقط على المنطقة، بل على الاستقرار العالمي. لقد استخدمت القيادة الإيرانية، في عهد آيات الله، لفترة طويلة الصراعات الخارجية لتعزيز سلطتها الداخلية وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية، ومن الممكن أن ننظر إلى اغتيال هنية باعتباره حافزاً لإيران لحشد شعبها ضد عدو مشترك، وبالتالي تعزيز قبضة النظام على السلطة”.
وبحسب الصحيفة، “علاوة على ذلك، فإن رد المجتمع الدولي على هذا الاغتيال سيكون حاسما، فقد تغتنم دول مثل روسيا والصين، التي لها مصالح خاصة في المنطقة، هذه الفرصة لتعزيز أجنداتها الجيوسياسية الخاصة. وستلعب الولايات المتحدة، الحليف التقليدي لإسرائيل، أيضًا دورًا محوريًا في تهدئة الوضع أو تفاقمه، ومن الممكن أن تمنع المناورات الدبلوماسية وراء الكواليس نشوب حرب واسعة النطاق أو أن تؤدي إلى نشوبها عن غير قصد. ومن المهم أيضًا النظر في التداعيات الاقتصادية للصراع المحتمل. فمن الممكن أن يصبح مضيق هرمز نقطة اشتعال، مما يعطل الأسواق العالمية ويسبب عدم الاستقرار الاقتصادي في كل أنحاء العالم. إن التأثيرات المتتابعة لمثل هذا الصراع ستكون محسوسة خارج حدود إسرائيل وإيران، مما يؤثر على كل شيء من أسعار الطاقة إلى طرق التجارة الدولية”.
وتابعت الصحيفة، “ما سيحدث هذه المرة لا يمكن تخمينه ولكن الكثيرين يأملون في الحرب لأنهم يرون أنها المفتاح لإنهاء نظام آيات الله. لكن الحرب قد تكون الأمل الوحيد أمام آيات الله لإنقاذ أنفسهم، وذلك لأن النظام الإيراني هو أسوأ عدو لنفسه ويحظى بالازدراء من قبل معظم الشعب الإيراني”.
وختمت الصحيفة، “إن اندلاع الحرب قد يكون أمل آية الله الوحيد لإنقاذ أنفسهم وقد ينتزع الهزيمة من فكي النصر”.