ما هو المشروع 2025 الرئاسي.. وما هي علاقة ترامب؟
كتب موقع “العربية”: أصبحت مجموعة من المقترحات السياسية المحافظة المعروفة باسم “مشروع 2025” محور انتقادات معارضي المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في وقت يسعون فيه إلى تسليط الضوء على ما يقولون إنها مخاطر عودته للبيت الأبيض.
وحاول ترامب في الآونة الأخيرة أن ينأى بنفسه عن “مشروع 2025″، على الرغم من أن كثيرين من أقرب مستشاريه السياسيين ضالعون فيه. وتقول حملة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إن المشروع دليل على أن ترامب سيتبنى سلسلة من السياسات السلطوية واليمينية المتشددة إذا أصبح رئيساً.
ما “مشروع 2025″؟
“مشروع 2025” في جوهره مجموعة من المقترحات السياسية التفصيلية التي وضعها مئات من المحافظين البارزين ويأمل المشاركون في المشروع أن يتبناها ترامب إذا اُنتخب رئيساً. وهذه المقترحات يضمها كتاب يتألف من نحو 900 صفحة.
ويجمع المشاركون في المشروع أيضاً قوائم بآلاف المحافظين الذين يمكن وضعهم في مناصب سياسية بالتعيين في الحكومة في الأيام الأولى لإدارة ترامب. وخلف الستار، يعمل المنتسبون للمشروع على صياغة أوامر تنفيذية ولوائح تنظيمية يمكن استخدامها للتنفيذ السريع للسياسات التي يدعو إليها المشروع بمجرد تولي ترامب المنصب.
هل المشروع مرتبط بحملة ترامب؟
نعم ولا. يشرف على المشروع، وهو ثمرة تعاون عشرات المنظمات المحافظة، مركز هيرتيج فاونديشن البحثي اليميني. وهذه المجموعة مستقلة عن حملة ترامب، وهي حقيقة أكد عليها “مشروع 2025” وترامب نفسه.
وقال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل يوليو: “لا أعرف شيئاً عن مشروع 2025”.
لكن هذه ليست القصة كلها. فالواقع أن كثيرين من أقرب مستشاري ترامب السياسيين الذين من المرجح أن يشغلوا مناصب رفيعة في إدارته ضالعون بشدة في المشروع.
وعلى سبيل المثال، يلعب المسؤول السابق في إدارة ترامب، روس فوت، دوراً رئيسياً في “مشروع 2025”. ويشغل فوت أيضاً منصب مدير السياسات في لجنة برنامج المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وهو التعيين الذي أقرته الحملة.
ما المقترحات الرئيسية في المشروع؟
تمتد المقترحات السياسية لـ”مشروع 2025″ من الشؤون الخارجية إلى التعليم.
ومن بين أمور أخرى، يقترح “مشروع 2025” تطبيق قوانين تجعل إرسال أقراص عقاقير الإجهاض بوصفة طبية عبر البريد غير قانوني، ويقترح إلغاء وزارة التعليم.
ويدعو المشروع أيضاً إلى إلغاء لوائح الحفاظ على البيئة على نطاق واسع وإلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة البرامج التي تعزز التنوع في مكان العمل والتي يقول المشروع عنها إنها قد تكون غير قانونية إلى حد كبير.
كما يدعو المشروع إلى توسيع نطاق السلطة الرئاسية عبر زيادة عدد المعينين في مناصب سياسية وتعزيز سلطة الرئيس على وزارة العدل.
وروَّع هذا الاقتراح كثيرين من مسؤولي إنفاذ القانون الذين يقولون إنه سيقوض قدرة الوزارة على إجراء تحقيقات دون تدخل سياسي.
هل يوافق ترامب على مقترحات المشروع؟
يوافق ترامب فيما يبدو مع مقترحات كثيرة في المشروع، لكن ليس عليها كلها.
ومن الناحية العملية، تضم حملته فريقاً سياسياً داخلياً صغيراً، ويميل ترامب إلى مناقشة السياسة في عبارات فضفاضة فحسب في حملته الانتخابية.
وأيد ترامب مقترحات كثيرة محورية في “مشروع 2025″، مثل منح نفسه القدرة على زيادة عدد المعينين في مناصب سياسية في الحكومة وإلغاء وزارة التعليم، لكنه لا يتفق مع مقترحات أخرى، مثل فرض قيود على عقاقير الإجهاض.
ما سبب أهمية “مشروع 2025” حالياً؟
“مشروع 2025″ موجود على نحو ما منذ أوائل عام 2023. لكن في الأشهر القليلة الماضية، بذلت حملة بايدن جهوداً منسقة لتعزيز الوعي بـ”مشروع 2025” بين الناخبين ولتحويل المشروع إلى رمز للتحول السياسي اليميني المتشدد الذي تقول الحملة إنه سيحدث في الولايات المتحدة إذا أصبح ترامب رئيساً.
وقال بايدن هذا الأسبوع “مشروع 2025 سيدمر أميركا”، وأنشأت حملته صفحة على الإنترنت مخصصة للمشروع. وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في تموز خططاً لوضع لوحات إعلانية تتحدث عن “مشروع 2025” في عشر مدن.
وتزايدت المخاوف بين بعض معارضي ترامب من أن محاولات المشروع تعزيز سلطة الرئيس ستكون خطيرة على نحو خاص بعد قرار للمحكمة العليا في أوائل يوليو يمنح الرؤساء حصانة واسعة من الملاحقة القضائية على الإجراءات التي يتخذونها أثناء وجودهم في المنصب.
وبدورها عبرت حملة ترامب عن انزعاجها على نحو متزايد من المشروع، ودأبت على التأكيد على أن مقترحات المشروع ليس لها صلة بالبرنامج السياسي الرسمي للحملة.
واتهمت مسؤولة في حملة ترامب، في بيان لوكالة “رويترز”، الديمقراطيين ببث الخوف وقالت إنه يتعين عدم النظر لشيء آخر على أنه موقف رسمي سوى برنامج الجمهوريين الرسمي وسلسلة مقترحات الحملة المعروفة باسم “قائمة الأولويات 47”.
وقالت دانييلا ألفاريث، المتحدثة باسم حملة ترامب: “فريق بايدن واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي يكذبون ويبثون الخوف لأنهم ليس لديهم شيء آخر يقدمونه للشعب الأميركي”.
محاكمة ترامب تؤثر على نفسيته… وتضع حملته الانتخابية في ورطة