هل ستتدخل تركيا في الصراع بين لبنان وإسرائيل؟ باحث يجيب
رجّح سينان سيدي، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، أن تلعب تركيا دوراً غير متوقع في أي صراع محتمل بين إسرائيل ولبنان.
وعادةً ما كانت أنقرة مهتمة بالحد من نفوذ طهران الإقليمي، وكان لبنان مسرحاً رئيسياً لذلك، حيث بذلت أنقرة جهوداً دبلوماسية في بناء العلاقات مع حكومته، وعمدت إلى النأي بنفسها عن تنظيم حزب الله، حسب وصف الباحث.
فرصة تركيا لتقويض إسرائيل
وقال الكاتب في مقال بموقع “ناشونال إنترست” إنه في حالة حدوث صراع عسكري مباشر محتمل بين إسرائيل ولبنان، من المرجح أن تستخدم أنقرة هذا كفرصة لإضعاف إسرائيل، وأضاف: “الأمر هذا لن يكون مفاجئاً تماماً، حيث لم يدخر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أي جهد في اتخاذ مواقف مناهضة لإسرائيل، منذ هجمات 7 تشرين الأول”.
وبدأت سياسة أنقرة تجاه الصراع المتسع في التبلور، وفي الخامس والعشرين من حزيران، وبعد أيام قليلة من التهديدات التي وجهها الأمين العام
لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد قبرص، وجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيراً شديد اللهجة لقبرص، بسبب دعمها المستمر لإسرائيل.
تهديد قبرص
واتهم فيدان قبرص بالعمل كـ”مركز عمليات” لإسرائيل، حيث قال إن “تركيا اطلعت مراراً وتكراراً على تقارير استخباراتية تفيد بأن بعض الدول تستخدم الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص كقاعدة، وخاصة للعمليات في غزة”.
وناشد فيدان قبرص أن تمتنع عن دعم حرب إسرائيل على حماس، التي أكد أنها قد تصل إلى عتبة قبرص.
ولم يلق توقيت “التحذير” الذي وجهته أنقرة لقبرص آذاناً صاغية، خاصة أنه اقترب من تهديدات حزب الله باستهداف الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي عسكرياً.
ولا تكشف كلمات فيدان عن موقف أنقرة الملموس تجاه حزب الله، ولكنها تلقي الأضواء على تصرفات تركيا في الماضي.
وتورطت كيانات وأشخاص أتراك في تقديم الدعم المادي للحرس الثوري الإيراني و “حزب الله”، وخلال شهر كانون الأول 2022، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على سيتكي أيان، لإخفائه وتسهيله بيع النفط الإيراني للمشترين في الصين وأوروبا، وعائدات المبيعات لصالح فيلق القدس.
ومن الواضح أن أنقرة ليست مهتمة بمصالح حزب الله، وبالتالي مصالح إيران الإقليمية الأوسع. ولكنها مع ذلك مهتمة بتقويض إسرائيل ومن المرجح، برأي الكاتب، أن توافق على العمل مع أي مجموعة أو قوة قادرة على تحقيق هذا الهدف.
وأشار الكاتب إلى أنه منذ هجمات السابع من تشرين الأول، أعلن أردوغان عن مكالماته الهاتفية واجتماعاته الشخصية مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، مؤكّداً بشكل لا لبس فيه أن “العالم الإسلامي لابد أن يتحد ضد هجمات إسرائيل في فلسطين”.
قوة تركية على الحدود اللبنانية
ومن بين الأفكار المحتملة التي قد تطرحها تركيا في الأيام المقبلة المساهمة بقوات تركية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ووضعها على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية كمنطقة عازلة.
ويعتقد بعض المحللين أن أنقرة سوف تطلب تنازلات من إيران في سوريا، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى عودة الملايين من اللاجئين السوريين من تركيا إلى وطنهم، وهو هدف سياسي رئيس لأردوغان.
وأوضح الكاتب أن مثل هذه الصفقة من شأنها أيضاً أن تعزز العلاقات التركية مع إيران، ومن المرجح أن تحظى بتقدير حزب الله، مما يضع تركيا في موقع الحكم الإقليمي الرئيس، ويضيف: “يبقى السؤال التالي هو الأساس: هل تمتلك تركيا الثِقَل الدبلوماسي في لبنان للتوسط في مثل هذه الترتيبات، وإلى أي مدى ترغب إيران وحزب الله في تجنب الحرب؟”.
وتابع: “إن واشنطن حذرة بالفعل من توسيع دائرة الصراع في المنطقة، حتى أن الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أبلغ إسرائيل بأن الولايات المتحدة غير راغبة في تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل في حالة الحرب مع لبنان”.