إسرائيل تزعم تدمير كتائب حماس في رفح
بعد ستة أسابيع من تحديها لحلفائها ومهاجمة رفح، تقترب إسرائيل من تحقيق أهدافها في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي تقول إنها كانت المعقل الأخير لحماس، وفقا لمسؤولين ومحللين إسرائيليين أبلغوا “واشنطن بوست” الأميركية، ما أثار احتمال أن يفسح وقف العمليات العسكرية الكبرى المجال لمرحلة جديدة أقل كثافة من الصراع.
وسيمثل التحول عن الهجمات البرية والجوية الواسعة النطاق، التي سوّت الكثير من البيوت بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الناس، علامة فارقة هامة في الحرب.
ومن شأن التهدئة المحتملة أن توفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا شهورا في خط النار، وتسمح بمزيد من المساعدات الإنسانية وربما تدفع الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر معظم كتائب حماس الـ 24، وتدهورت بشدة ثلاث من الكتائب الأربع المتبقية في رفح، لكن المقاتلين المنفردين والمجموعات الصغيرة لا يزالون يطلقون الصواريخ على إسرائيل ويستهدفون القوات حتى في مناطق قطاع غزة الخاضعة بالفعل إلى حد كبير لسيطرة إسرائيل.
وأوضحت إسرائيل أنها تنوي الاحتفاظ ببعض القوات داخل غزة أو على مسافة قريبة منها لتوجيه ضربات سريعة ضد حماس لإبقاء الحركة تحت السيطرة، وفقا لمسؤول عسكري إسرائيلي كبير أكد أن “هدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح، ونحن نفعل ذلك”.
وهجوم رفح جاء في ختام ثمانية أشهر من العمليات البرية واسعة النطاق في غزة، والتي أعقبت أسابيع من القصف الجوي الذي افتتح حرب إسرائيل على حماس بعد أن قتلت الجماعة حوالي 1200 إسرائيلي، واحتجزت حوالي 250 أسيرا في هجمات شنتها يوم 7 تشرين الأول.
وفي غزة التي يسكنها 2.2 مليون نسمة، قُتل ما لا يقل عن 37372 فلسطينياً، وجُرح 85452 آخرون، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي تؤكد أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال.
ومن المتوقع أن يكون ما سيأتي بعد ذلك عبارة عن حملة غارات مستهدفة ذات وتيرة أبطأ لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها. وسيتم تنفيذ عمليات التطهير من قبل عدد أقل من القوات الإسرائيلية، وفقًا ليوسي كوبرفاسر، العميد المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية.
وقال كوبرفاسر: “إنهم يقتربون أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة، والأمور ستتغير، لكنها ليست نهاية الحرب”.
واقتحم الجيش الإسرائيلي رفح في 6 أيار، متجاهلاً تحذيرات واشنطن وحلفاء آخرين من أن التوغل سيكون له عواقب مدمرة على أكثر من مليون شخص فروا إلى المنطقة بعد نزوحهم بسبب القتال السابق.
وتسببت الحرب في أزمة إنسانية تعرضت على إثرها إسرائيل لضغوط دولية للتخفيف منها.
وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين إنهما يراقبان الوضع في رفح عن كثب ويأملان أن يفتح الانتهاء الوشيك للعملية فرصًا جديدة للدبلوماسية.
ويعتقد المسؤولون أن مؤشرات العمليات في رفح جعلت كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو، مستعدين للتوقيع على مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الأسرى مع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، تليها مفاوضات إضافية بشأن التسوية.
وتعثرت هذه الصفقة بعد إصرار حماس على أن تقدم إسرائيل ضمانات صريحة بشأن إنهاء الحرب.
وأكد مسؤولون عسكريون لوسائل الإعلام الإسرائيلية أنهم على بعد أسبوعين من الانتهاء. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، يوم السبت، أن “الجيش الإسرائيلي قريب جدًا من تفكيك كتائب رفح التابعة لحماس”.
وقال كوبرفاسر: “لقد تم الانتهاء من الأمر في رفح الآن، ويمكنهم البدء في مناقشة تداعيات هذا التطور على أزمة الأسرى”.
من جهته، قال المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير المطلع على عمليات رفح، إن الفرقة 162 التي نفذت الهجوم حققت تقدما كبيرا في الأهداف الرئيسية الثلاثة لإسرائيل في المنطقة وهي: مهاجمة آخر كتائب حماس، وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، وقطع إمداداتها من الأسلحة القادمة عبر الأنفاق الحدودية مع مصر.