لماذا تشكل علاقة روسيا مع كوريا الشمالية خطراً على العالم؟.. تقرير لـ”Bloomberg” يكشف
ذكرت وكالة “Bloomberg” الأميركية أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد للقيام بأول زيارة له إلى كوريا الشمالية منذ 24 عاما لإحياء العلاقة الجديدة مع زعيمها كيم جونغ أون، والتي ساعدت في تعزيز قوة روسيا النارية في حربها الطاحنة على أوكرانيا. وفي حين حاولت الولايات المتحدة وشركاؤها وضع روسيا وكوريا الشمالية في عزلة أعمق، كثفت الدولتان تجارتهما في السلع الأساسية والأسلحة. وتمكنت القوات الروسية من إطلاق آلاف القذائف المدفعية يومياً على أوكرانيا بفضل الإمدادات التي أرسلها كيم. ومن المرجح أن كوريا الشمالية تلقت مساعدات عسكرية في المقابل، الأمر الذي زاد من التهديد الذي تشكله على الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا”.
وبحسب الوكالة، “لا يزال بوتين بحاجة إلى مساعدة كوريا الشمالية وإظهار الامتنان للزعيم الذي قدم الأسلحة لحربه على أوكرانيا. ودعا كيم بوتين لزيارة كوريا الشمالية عندما التقيا في روسيا في كانون الأول. وتظهر صور الأقمار الصناعية أن عمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا بدأت بعد ذلك. وتمتلك كوريا الشمالية بعضًا من أكبر مخازن الذخائر وقطع الغيار القابلة للتشغيل المتبادل مع الأسلحة التي تمتلكها روسيا على الخطوط الأمامية في أوكرانيا. ويمكن للبلدين التجارة دون أي تهديد تقريبًا بالحظر على خط السكك الحديدية عبر حدودهما وعبر الموانئ القريبة التي يمكن للسفن التنقل بينها دون مغادرة المياه الإقليمية لأي منهما. ومن المقرر أن يزور بوتين كوريا الشمالية يومي الثلاثاء والأربعاء، بحسب صحيفة “دونغ-إيه إلبو” الكورية الجنوبية”.
وتابعت الوكالة، “ما تريده روسيا من كوريا الشمالية قذائف وصواريخ مدفعية وصواريخ باليستية قصيرة المدى وقطع غيار لبعض أنظمة أسلحة الحقبة السوفيتية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا مثل دبابات تي-54 وتي-62. وتحاول روسيا بشكل خاص الحصول على المزيد من الأسلحة من كوريا الشمالية، نظراً لأن أوكرانيا تتسلم الآن أسلحة جديدة بقيمة مليارات الدولارات من شركائها الأميركيين والأوروبيين. أما ما تريده كوريا الشمالية من روسيا فهو الأموال والسلع والتكنولوجيا للمساعدة في مشاريع الغواصات والأقمار الصناعية للتجسس. وفي الواقع، دفعات صغيرة من هذه المساعدات لها أهمية كبيرة في كوريا الشمالية. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وونسيك، إن روسيا زودت كوريا الشمالية حتى الآن بالغذاء والمواد الخام والأجزاء المستخدمة في تصنيع الأسلحة”.
وأضافت الوكالة، “قال شين إنه إذا زادت عمليات نقل الأسلحة، فمن المرجح أن ترسل روسيا المزيد من التكنولوجيا العسكرية، مما يزيد من تهديد بيونغ يانغ للمنطقة. وقد تصل قيمة الذخائر الموردة إلى روسيا حتى الآن إلى مليارات الدولارات، ومن المرجح أن تمثل المساعدة التي تلقاها كيم واحدة من أكبر التعزيزات للاقتصاد الكوري الشمالي منذ توليه السلطة في عام 2011 بعد وفاة والده وسلفه. وقالت جيني تاون، الزميلة البارزة في مركز ستيمسون، وهو مركز أبحاث متخصص في الشؤون الخارجية، إن زيارة بوتين ستكون لها أيضًا “قيمة سياسية بالنسبة لكيم، مما يدل على مكانة عالمية قوية” لجمهوره المحلي”.
كيف يمكن أن يؤثر الاجتماع على الحرب في أوكرانيا؟
وبحسب الوكالة، “في الأشهر الأخيرة، زار كيم مصانع لتصنيع الذخائر، بينما كان يشرف على اختبارات الأسلحة التي قالت كوريا الجنوبية إنه يمكن أن يرسلها إلى روسيا، وتشمل هذه الأسلحة قاذفة صواريخ متعددة عيار 240 ملم، والتي يقول خبراء الأسلحة إنها نظام صاروخي موجه يتراوح مداه بين 40 كيلومترًا و60 كيلومترًا. كما اختبرت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا قصير المدى يقدر مداه بنحو 110 كيلومترات. ويتم تعزيز الجيش الأوكراني من خلال استئناف المساعدات من الولايات المتحدة والتي تشمل أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش الطويلة المدى، أو ATACMS.وقال خبير الأسلحة جوست أوليمانز، المؤلف المشارك لكتاب القوات المسلحة لكوريا الشمالية، إن الأنظمة الكورية الشمالية يمكن أن تعوض استخدام أوكرانيا المتزايد لنظام ATACMS وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، “التي تسببت في خسائر فادحة”. لكنه يضيف أن الأسلحة الكورية الشمالية قد لا تكون قوية مثل بعض الأنظمة الأميركية”.
وتابعت الوكالة، “كانت هناك تساؤلات بشكل عام حول نوعية أسلحة كوريا الشمالية. ومع ذلك، فإن مجرد امتلاك كمية كبيرة من قذائف المدفعية يسمح للقوات الروسية بتقييد الأوكرانيين في حين تسمح الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية للروس باستنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية الأميركية التي تهدف إلى حماية أكبر المدن في أوكرانيا”.
ما هي التداعيات بالنسبة للولايات المتحدة؟
بحسب الوكالة، “من شأن المزيد من عمليات نقل الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا أن يزيد من حاجة أوكرانيا إلى المساعدات العسكرية الأميركية والأوروبية، وكلما تزايدت المساعدات التي يتلقاها كيم من روسيا، كلما أصبح من الأسهل عليه أن يستمر في تجاهل طلبات الولايات المتحدة بالذهاب إلى محادثات نزع السلاح النووي. إن أي تكنولوجيا أسلحة تتلقاها كوريا الشمالية تزيد من قدرتها على توجيه ضربات قاتلة إلى اليابان وكوريا الجنوبية، الدولتين اللتين تستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة، وربما تنجح في إطلاق رأس حربي نووي على البر الرئيسي للولايات المتحدة”.