تقرير لـ”The Hill”: هكذا يمكن إعادة العلاقة الأميركية-الإسرائيلية إلى مسارها الصحيح
ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أنه “على مر السنين، شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعض النجاحات وبعض الإخفاقات، لكن كلا البلدين يستفيد من هذه العلاقة، حتى عندما يختلفان حول التكتيكات والاستراتيجيات. ومن بين نقاط الضعف تلك عقود من العداء للرئيس جيمي كارتر تجاه إسرائيل، واتهامه زوراً بأنها واحدة من أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في العالم. وقد تشاجر الرئيس رونالد ريغان مع أعضاء الكونغرس المؤيدين لإسرائيل بشأن بيع نظام الرادار لأنظمة الإنذار والتحكم المحمولة جواً (أواكس) إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما كان يُنظر إليه على أنه يقوض التفوق العسكري لإسرائيل. والأمر الأكثر أهمية هو أن دعم إدارة باراك أوباما للاتفاق النووي مع إيران يهدد وجود إسرائيل من خلال ضمان حصول إيران على برنامج نووي بحجم صناعي يحظى بموافقة دولية بحلول عام 2030”.
وبحسب الصحيفة، “خلال هذه الأوقات العصيبة، تم إصلاح العلاقة وتعزيزها على أساس المصالح الاستراتيجية المشتركة والقيم المشتركة للمجتمعين الديمقراطيين الليبراليين، رغم التغييرات في إدارات البلدين. وسواء خدم الرئيس جو بايدن أربع سنوات أخرى ابتداءً من كانون الثاني 2025 أو تم استبداله بالرئيس السابق دونالد ترامب، فإنه سيظل في منصبه للأشهر التسعة المقبلة. وخلال هذا الوقت، سيتم اتخاذ بعض القرارات الأكثر أهمية التي تؤثر على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسوف يتردد صداها لسنوات”.
وتابعت الصحيفة، “أصبح بايدن متردداً في دعمه لإسرائيل بسبب الضغوط الشديدة التي يمارسها الجناح اليساري في حزبه. إن استرضاء الأصوات المناهضة لإسرائيل قد يمنحه بعض المكاسب السياسية على المدى القصير، ولكنه سوف يقوض دعمه بين المعتدلين والمستقلين إذا استمر تفضيلهم لإسرائيل على حماس بالارتفاع. ومن أجل مصالح الأمن القومي الأميركي، هل يستطيع بايدن فصل أهدافه السياسية عن الهدف الاستراتيجي الأكثر أهمية المتمثل في الوقوف بحزم إلى جانب حليفة الولايات المتحدة إسرائيل؟ على أقل تقدير، يجب عليه أن يبقى بعيداً عن السياسة الإسرائيلية. ومن المرجح أن يؤدي توجيه أصابع الاتهام إلى نتنياهو إلى نتائج عكسية، لأنه لن يؤدي إلا إلى زيادة الدعم المحلي لرئيس الوزراء الإسرائيلي”.
وأضافت الصحيفة، “من المؤكد أن التصريح الأخير الذي أدلى به زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بشأن التدخل في العملية الانتخابية لحليف ديمقراطي خلال زمن الحرب يقوض بالتأكيد الطريقة التي ينظر بها العالم إلينا. فإذا تمكنت أميركا من التعامل مع إسرائيل، حليفتها القديمة، إلى هذا الحد، فإن زعماء الدول الأخرى قد يتساءلون ما إذا كنا سننقلب عليهم أيضاً عندما يناسبنا ذلك. سوف تتساءل القيادة في العالم العربي، وكذلك حلفاء الولايات المتحدة مثل تايوان وأوكرانيا، عما إذا كانت الوعود الأميركية بالدعم الثابت سوف تتبخر إذا تغيرت الاستراتيجيات الأميركية تجاه الصين وروسيا وإيران. وعندما انسحب بايدن من أفغانستان، تلقى العالم نفس الرسالة المتمثلة في تخلي الولايات المتحدة عن حليف لها. وهذا على الأرجح هو ما دفع السعودية إلى تعزيز علاقاتها مع الصين، الخصم الرئيسي لأميركا”.
وبحسب الصحيفة، “في نهاية المطاف، ليست التكتيكات المستخدمة لتدمير حماس هي التي ستضعف التحالف الاميركي الإسرائيلي أو تحافظ عليه على المدى الطويل، بل موقف الإدارة الأميركية تجاه إيران. فالأخيرة هي شريان الحياة لحماس وحزب الله والحوثيين. إذا طبقت الولايات المتحدة عقوباتها بالكامل التي تعيق شحنات النفط الإيرانية إلى الهند والصين، ولم تسمح بتنازل آخر بقيمة 10 مليارات دولار لإيران، وفرضت عواقب على إيران لقتلها الجنود الأميركيين، فمن المرجح أن تكون إسرائيل أكثر استعداداً للنظر في رغبات أميركا في ما يتعلق بحزب الله وحماس”.
وتابعت الصحيفة، “أجرت الولايات المتحدة مفاوضات سرية مع إيران في عمان الشهر الماضي، وكان الهدف الإيراني هو وقف تدمير إسرائيل لحماس، وفي المقابل سيمتنعون عن قتل الجنود الأميركيين ومهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر. سيكون قبول مثل هذه الصفقة خطأً استراتيجياً كبيراً، وهو خطأ سيطارد أميركا لسنوات. إن أفضل استراتيجية لدى الولايات المتحدة هي مواصلة محادثاتها مع الإسرائيليين، كما كانت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب. لدى بايدن خطة كبرى لإنشاء دولة فلسطينية، وتسهيل التطبيع الإسرائيلي السعودي، وإنشاء اتفاقية دفاع أميركية سعودية، وبيع أسلحة متقدمة للمملكة. فهو يريد تجاوز الصراع الحالي ومن ثم إنشاء السلطة الفلسطينية كجزء من حل “اليوم التالي”، مع بعض التغييرات السطحية ولكن غير المهمة. لكن في الحقيقة، كل هذا يتعارض مع الواقع”.
وأضافت الصحيفة، “لتحقيق تقدم ملموس، يجب على بايدن أن يواجه الحقائق حول الوضع الحالي للقيادة الفلسطينية، وعليه أن يسلط الضوء على حقيقة أن منظمة فتح التي يتزعمها محمود عباس قد ادعت علناً أنها شاركت في 7 تشرين الأول، وأنها ظلت لسنوات عديدة تستخدم أموال دافعي الضرائب الأميركيين لتحفيز ودعم الإرهاب. ويجب على الإدارة أيضًا أن توضح الحاجة المطلقة للقضاء على التطرف في كل أنحاء المجتمع الفلسطيني”.
وختمت الصحيفة، “إذا أراد بايدن أن تتجه إسرائيل نحو زيادة الحكم الذاتي الفلسطيني، فعليه أولاً أن يتعامل بجدية مع إيران. هذه هي أفضل طريقة لإعادة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مسارها الصحيح وتعزيز مصالح الأمن القومي الأميركي”.