بعد رحيله.. هل ينتهي إرث بوتين على يد خليفته؟
ذكر موقع “الحرة” أنه بعد انتهاء الانتخابات التي ستبدأ فصولها يوم الجمعة وتنتهي مع مساء الأحد المقبل، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون قادرا على بدء ولاية جديدة تستمر لمدة 6 سنوات، وسط تساؤلات بشأن وضعه الصحي، وعن هوية من سيخلفه في حكم أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن بوتين الذي يتربع على عرش الكرملين منذ نحو ربع قرن، لن يواجه أي منافسة حقيقية في الانتخابات، إذ سبق له أن تخلص من الكثير الخصوم الذين كانوا يشكلون خطرا على حكمه، وذلك منذ أن استلم منصب الرئاسة عام 1999.
وإذا تمكن من بوتين، البالغ من العمر 72 عاما، من إنهاء ولايته الجديدة، فإنه سيكون قد قارب الثمانين من العمر، “لكن ذلك لن يمنعه من أن يواصل حكم البلاد حتى آخر يوم من عمره”، وفقا لمراقبين روس.
لكن.. ماذا بعد بوتين؟
وفي ظل عدم سماح بوتين وأنصاره بوجود منافسين له في الحكم، فلن يكون هناك مجال كبير للورثة أيضاً، إذ لا يوجد أحد مرشح من عائلته ليحل مكانه في الكرملين.
وفي مقال نشر في مجلة “فورين أفيرز” الأميركية هذا الأسبوع، يرى الباحثان الروسيان، مايكل كيماج وماريا ليبمان، أن “قوة بوتين من خلال إقامته منظومة حكم مركزية ومتماسكة، يمكن أن تكون بمثابة نقطة ضعف أيضا لذلك النظام الذي أنشأه”.
وأوضحا أن “تقديم بوتين لنفسه باعتباره المنقذ القدير والشخص الوحيد القادر على توجيه مصير روسيا، يشكل خطراً طويل الأمد على النظام القائم”.
ويتوقع كثيرون أنه عندما يترك بوتين منصبه أخيرا، سيكون هناك صراع مرير وفوضوي على السلطة. وهنا يوضح الخبير الروسي في الأكاديمية العسكرية الأميركية، روبروت بيرسون، أن “الأيام والأشهر والسنوات التي تلي رحيل بوتين، قد تكون أكثر اضطرابا مما يتوقع أي شخص”.
وتابع: “لكن مجرد وجود صراع على السلطة، لا يعني أن النظام سيتغير في نهاية المطاف”.
وفي نفس السياق، رأى كيماج وليبمان أن من يتولى السلطة خلفا لبوتين “سيرث في نهاية المطاف الدولة التي أنشأها هذا القيصر”، بأجهزتها الأمنية وجيشها.
وأضافا: “لقد فعل بوتين ما يكفي لضمان أن من سيخلفه سيكون وريثه على الأرجح”، أي أنه سيحافظ على الإرث الذي سيتركه.
من “الخليفة”؟
باعتبار أن “قاطن الكرملين” سيحكم على الأغلب حتى الرمق الأخير من حياته، وذلك وسط كثرة الأحاديث والشائعات عن إصابته بأمراض، مثل سرطان الغدة الدرقية، أو تعرضه لسكتة دماغية، فإن ثمة أحاديث تتواتر بشأن من سيحكم بعده.
وهنا يبرز اسم ديمتري ميدفيديف، الذي يعرف بأنه أحد أقرب حلفاء بوتين، وسبق له أن شغل منصب رئيس البلاد بين عامي 2008 و2012، رغم أنه كان يحكم “شكليا” باعتبار أن من كان يدير الأمور في تلك الفترة هو بوتين نفسه، عبر منصب رئيس الوزراء.
ووفقا لتقرير “واشنطن بوست” الأميركية، فإن “ميدفيديف الذي كان يعتبر ذات يوم مصلحاً محتملاً يتمتع بلمسة أكثر ليونة من بوتين، أصبح معروفا بنزعته القومية العدوانية وتصريحاته الساخرة والمتطرفة الموجهة لأوكرانيا والغرب”.
لكن بعض المحللين يقولون إن ميدفيديف يؤدي في الوقت الحالي “دوراً مصمماً بعناية ليكون (مهرج البلاط) في الكرملين، وبالتالي استغلاله لجعل بوتين يبدو أكثر اعتدالاً”، وفق المجلة الأميركية.
ومع ذلك، تبدو حظوط ميدفيديف “ضعيفة”، بوجود مرشحين أقوى منه، حسب الصحيفة الأميركية، مثل رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، الذي يحق له أن يكون رئيسا مؤقتا في حال وفاة أو تنحي بوتين.
ورغم ذلك، يعده البعض خياراً “غير مرجح” ليحتل منصباً دائماً، نظراً لافتقاره إلى الشعبية في الدائرة الداخلية والمقربة من بوتين.
ومن المرشحين المحتملين أيضا، عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، الذي كان قد حصل على فترة جديدة بعد حصوله على 76.39 بالمئة من الأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت في نوفمبر من العام الماضي.
وتحدثت الصحيفة أيضا عن أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، باعتباره مرشحا قويا لأن يكون الرئيس المقبل، خاصة بعد أن ظهر إلى الأضواء بفضل خطابه المتشدد والمؤيد لغزو أوكرانيا، وضم مناطق منها إلى بلاده.
أما حاكم حاكم منطقة تولا الروسية، أليكسي ديومين، الذي لم يكن معروفاً في الغرب، فقد أصبح أحد المرشحين بسبب خلفيته كحارس شخصي سابق لبوتين.
كما أن ترقية ديومين إلى مناصب عسكرية عالية، رفع من مستوى التكهنات بأنه قد يكون المرشح المفضل، ليكون حاكم الكرملين المقبل.
ورغم أن الزعماء الأقوياء الذي يحكمون بشكل مستبد، يميلون إلى أن يكون خليفتهم من بين أفراد عائلاتهم، فإن بوتين قد يشذ عن هذه القاعدة، باعتبار أن لديه ابنتان (ماريا فورونتسوفا، 37 عاما، وكاترينا تيخونوفا، 36 عاماً)، وهما بعيدتان عن عالم السياسية والأضواء.