رياح تعاندها وكلفة باهظة… كيف ستسقط المساعدات جوًا في غزة؟
جاء في “العربية”:
أعادت مأساة دوار النابلسي، التي وقعت في شارع هارون الرشيد جنوب غربي مدينة غزة شمال القطاع تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتردية وسط شح المساعدات الغذائية واقتراب ثلث السكان من حافة الجوع.
ما دفع الولايات المتحدة إلى الكشف عن نيتها إسقاط المعونات جواً للغزيين، لافتة إلى أنه من المقرر أن يبدأ الجيش الأميركي في تنفيذ عمليات إسقاط جوي للأغذية والإمدادات على غزة في الأيام المقبلة.
لتنضم بذلك إلى دول أخرى مثل فرنسا والأردن ومصر التي فعلت الشيء نفسه.
فكيف سينفذ هذا الإنزال الجوي؟
عادة ما ستستخدم الولايات المتحدة طائرات عسكرية لإسقاط الإمدادات فوق غزة. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح أي نوع من الطائرات سيتم استخدامها، إلا أن طائرات سي-17 وسي-130 هي الأنسب لهذه المهمة.
إذ يقوم الجنود على الأرض بتحميل الإمدادات على أرفف، ترفع بعد ذلك على الطائرات ثم تثبت في مكانها.
وبمجرد أن تصبح الطائرة فوق المنطقة التي تحتاج إلى الإمدادات، يتم فك القفل الذي يثبت الأرفف في مكانها ثم يجري إنزالها إلى الأرض بمساعدة مظلة مثبتة على منصة الأرفف.
لكن ما هي المخاطر؟
لعل الخطر الأكبر يكمن في الرياح. إذ يمكن للجيش أن يراقب أنماط الطقس مسبقاً، لكن الرياح تلعب دورا كبيرا في ضمان هبوط منصات الأرفف في المكان الذي ينبغي أن تهبط فيه.
وقد أظهرت مقاطع مصورة انتشرت سابقا على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المساعدات التي تقدمها دول أخرى ينتهي بها الأمر في البحر.
إلى ذلك، اعتبر بعض المسؤولين أنه سيكون من الصعب ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها في منطقة مكتظة وشديدة الازدحام كغزة، وألا ينتهي بها الأمر في مكان لا يمكن الوصول إليه. لاسيما بدون وجود عسكري أميركي على الأرض، ضمن ألا تصل تلك المعونات إلى أيدي حركة حماس، حسب ما نقلت رويترز.
طريقة رديئة
كذلك، رأى بعض المسؤولين الأميركيين “أن الإسقاط جوا وسيلة غير فعالة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، لأن كل عملية يمكن أن تنقل ما تحمله شاحنة إلى أربع شاحنات مساعدات فقط، في حين أنه يمكن إدخال ما يزيد عن 250 شاحنة أو أكثر عبر البر.
كما تعتبر تلك العمليات مكلفة وباهظة. وفي السياق، قال جيرمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين إن “عمليات الإنزال الجوي باهظة الكلفة وصغيرة الحجم”.
بدوره، قال مسؤول أميركي، لرويترز إن عمليات الإنزال الجوي “سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة السكان، فهي لا تحل المشكلة من جذورها”، مؤكدا أن فتح الحدود البرية الحل الأنجع.
من جهته، أوضح ريتشارد جوان المدير بمجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، أن العاملين في المجال الإنساني يعتبرون أن عمليات الإنزال الجوي مجرد فرصة للاستعراض، وطريقة رديئة لإيصال المساعدات”.
وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإدخال مساعدات كافية هي من خلال ادخال قوافل الإغاثة التي ستعقب الهدنة.
في المقابل، أكد ديفيد ديبتولا، جنرال متقاعد في القوات الجوية الأميركية، تولى في السابق قيادة منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق، أنه يمكن للجيش الأميركي تنفيذ الإنزال بفعالية، حسب ما نقلت رويترز. وأردف قائلا “هناك الكثير من التحديات.. لكن لا يوجد شيء يستعصي على الحل”.
فعلتها سابقاً
يذكر أنه سبق للولايات المتحدة أن نفذت عمليات إنزال جوي في عدة مناطق ومناسبات.
ففي كل عام خلال عيد الميلاد، تقوم الولايات المتحدة بإسقاط مساعدات إنسانية إلى الجزر النائية في المحيط الهادي في جهد يُعرف باسم “عملية إسقاط عيد الميلاد”.
وفي عام 2014، أسقط الجيش الأميركي مساعدات جوية في شمال العراق، عندما حاصر مقاتلو تنظيم داعش المدنيين، حينها تم إسقاط أكثر من 100 ألف وجبة و96 ألف زجاجة مياه جوا، خلال أشهر قليلة.
المصدر : العربية