عرب وعالم

تقرير لـ”The Telegraph” يكشف: الغرب وقع في فخ بوتين

1 شباط, 2024

رأت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كالينينغراد في قلب أوروبا هذا الأسبوع شكلت استفزازاً واضحاً للغاية. على الرغم من أن هذه الزيارة لا تشكل تهديدًا مباشرًا لحلف شمال الأطلسي، إلا أنها يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لأولئك الذين ينظرون إلى الأزمة التي تتكشف في القارة ويعتقدون أن الأمر برمته هو أمر عادي، مع تعثر روسيا الآن في أوكرانيا ووصول الحرب إلى طريق مسدود. في حين أن كالينينغراد تعتبر رسميًا جزءًا من الأراضي الروسية، إلا أن موقعها الجغرافي يقع عند “نقطة اشتعال” في القارة، محصورة بين العديد من أعضاء الناتو. إذا اندلعت حرب مع حلف شمال الأطلسي، سواء عن طريق الصدفة أو عن قصد، فإنها ستحدث في هذا الموقع”.

وبحسب الصحيفة، “حقيقة أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف كان يفكر في القول بأن هذه الزيارة لم تكن استفزازًا تؤكد أن هذا هو ما كانت عليه بالضبط. في الواقع، لا بد أن التوقيت كان متعمدا، حيث تجري في المنطقة مناورة “المدافع الشجاع” الضخمة التي يجريها حلف شمال الأطلسي، وهي الأكبر منذ سنوات عديدة، والتي تضم 90 ألف جندي. كما بعثت الزيارة أيضًا رسالة واضحة قبل الانتخابات الصورية في غضون أسابيع قليلة: أنا لا أخشى السفر، على الرغم من أوامر الاعتقال التي فرضتها عليّ القوى الغربية، ولن أنسى الشعوب الناطقة بالروسية أينما كانت”.

وتابعت الصحيفة، “مع ذلك، ربما كان الدور الأكثر أهمية الذي لعبته هذه الزيارة، وغيرها من الأعمال الاستفزازية العديدة التي قام بها بوتين في الأسابيع الأخيرة، يتلخص في نصب فخ للغرب، وهو الفخ الذي يواجه الغرب خطراً حقيقياً بالوقوع فيه. وتتلخص استراتيجيته الرئيسية في إعطاء حلف شمال الأطلسي العديد من المشاكل لصرف جهود الدول الغربية الرئيسية عن دعم أوكرانيا. وكلما زاد ذعر الدول الأوروبية، كلما زاد ميلها إلى التحول إلى الداخل للدفاع عن نفسها بدلاً من إعطاء أسلحة حيوية لكييف، وبالتالي اعطاء بوتين فسحة حاسمة لإعادة التسلح والاستعداد لهجوم آخر على الأمة الديمقراطية في وقت لاحق من العام”.
وأضافت الصحيفة، “في حين يتعين على الدول الغربية أن تتوقع من بوتين المزيد من الاستفزاز، فإن ذلك لا ينبغي أن يصرف هذه الدول عن تركيزها الأساسي: هزيمة قواته على الأرض في أوكرانيا. لأن الحقيقة هي أنه إذا قامت هذه الدول بتحويل الأسلحة والذخائر بعيداً عن كييف، فإنها في الواقع تجعل الصراع المستقبلي أكثر احتمالاً، إن لم يكن مع روسيا، فمع الدول الأخرى التي ستستفيد من عالم يسمح فيه للدول بالاستيلاء على الأراضي بالقوة. إن روسيا في حالة حرب شاملة، والاقتصاد والصناعة بأكملها مكرسة للمجهود الحربي، ولا تستطيع بعض الدول الأوروبية ودول حلف شمال الأطلسي حتى أن تنفق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. يعرف الكرملين أن مستودعات الذخيرة في الغرب في حالة خطرة، ويبدو أن معظم السياسيين لا يعتقدون أن حالة جيش الدول الأوروبية ستؤثر على فرص إعادة انتخابهم هذا العام. لكن بصراحة تامة، إذا أخطأنا في فهم هذا الأمر، فإن كل شيء آخر يزعجنا اليوم قد يصبح غير ذي صلة على الإطلاق غدًا”.
وبحسب الصحيفة، “لا ينبغي على الدول الغربية أن ترتكب خطأ بوتين، إنما عليها أن تبدأ الاستعدادات الآن في ضوء الإشارات العدوانية الصادرة عن موسكو وإيران، فهذه الدول تواجه خطر منح بوتين السيطرة من خلال عدم زيادة حجم قواتها التقليدية والتخطيط لأسوأ السيناريوهات”.
وختمت الصحيفة، “باختصار، لا بد من إقناع بوتين بأن الغرب مستعد لخوض هذه المعركة، ولكن أفضل طريقة للقيام بذلك ليست بالذعر، بل بالاستثمار في القدرات العسكرية الطويلة الأمد، وعلى المدى الأقصر والأكثر إلحاحا، إعطاء أوكرانيا كل ما تحتاجه لتحقيق النصر”.

المصدر: خاص “لبنان 24”

شارك الخبر: