رغم حسم ملف ناغورني قره باغ… ما هي أبرز الملفات العالقة بين أذربيجان وأرمينيا؟
ذكر موقع “الجزيرة”، أنّ عودة إقليم قره باغ إلى السيادة الأذربيجانية شكّل أهم حدث شهده عام 2023 بالنسبة إلى باكو ويريفان على حد سواء.
وكما انتهت سريعا العملية العسكرية الأذربيجانية، انتهت كذلك وبشكل شبه نهائي معضلة مصير السكان الأرمن، الذين شكلوا طوال السنوات الماضية الأغلبية الساحقة من سكان الإقليم، بعد أن قرروا بشكل جماعي الانتقال إلى أرمينيا، وسط حديث عن احتمال تعرضهم لعملية إبادة، نفتها باكو بشدة.
ومع إعلان سلطات الإقليم حل نفسها وتسليم يريفان رسميا بالأمر الواقع الجديد، تكون العلاقات بين باكو ويريفان قد دخلت منعطفا جديدا، لا سيما مع تأكيد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن نقل سيادة قره باغ إلى أذربيجان، تبين أنه أمر لا مفر منه، نتيجة لعمليات التفاوض في عام 2016، لكن هذا الموضوع لم تتم مناقشته في أرمينيا لأسباب نفسية وعاطفية، حسب تعبيره.
أما باكو، فباشرت في عملية إعادة دمج للإقليم سهلتها موضوعيا موجات النزوح الجماعي لأرمن قره باغ إلى أرمينيا. وتعتزم أذربيجان توطين أكثر من 140 ألف لاجئ سابق في الإقليم بحلول نهاية عام 2026.
ورغم تصريحات مسؤولي البلدين حول الاستعداد للتفاوض على اتفاق سلام بينهما، فإن التصريحات التي تصدر من باكو ويريفان بشأن المستقبل الاقتصادي للمنطقة، تبدو متناقضة.
فبينما قدم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ما سماه مشروع “مفترق طرق العالم”، الذي يتضمن تطوير اتصالات النقل مع كافة الجيران، رد عليه حكمت حاجييف مساعد الرئيس الأذربيجاني، بأن باكو لم تعد بحاجة إلى الممر عبر الأراضي الأرمينية.
المسألة الثانية المهمة هي ترسيم الحدود، إذ تعتبر يريفان أن خرائط هيئة الأركان العامة للاتحاد السوفياتي التي تم وضعها عام 1975 يجب أن تستخدم أساسا لتنفيذ هذا العمل. وأكد باشينيان أن بلاده تعترف بأذربيجان داخل الحدود السوفياتية. أما إلهام علييف، فيصر على ما يصفها بـ “الشروط العادلة” لحل قضايا الحدود، لكنه لم يذكر أرقاما محددة.
كما لا تزال قضية تبادل الأسرى والبحث عن المفقودين دون حل، وتقول يريفان إن مصير 1016 أرمنيا لا يزال مجهولا، أما باكو فتتحدث عن نحو 4 آلاف مفقود من مواطنيها، وذلك وسط اتهامات متبادلة بتضخيم الأرقام.
أخيرا، تطالب باكو بأن توافق يريفان على بناء ممر زنغزور، وهو الطريق الذي يجب أن يمر عبر أراضي أرمينيا ويربط الجزء الرئيسي من أذربيجان بناخيتشيفان وتركيا، في حين تصر باكو على أن الطريق يجب أن يكون له وضع خارج الحدود الإقليمية، حتى لا يتمكن حرس الحدود الأرمني من تفتيش المركبات، وترد يريفان بأنها مهتمة بفتح الاتصالات الإقليمية، ولكن ليس على حساب سيادة البلاد. (الجزيرة)