عرب وعالم

صحيفة “The Hill”: ماذا سيحدث عندما يتوقف القتال؟

15 تشرين الثانى, 2023

بعد مرور خمسة أسابيع على الحرب، ها هي صور الدمار الذي تسببت به الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة تطغى على المشاهد التي سبق وانتشرت لليوم الأول لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول. ولكن، ماذا سيحدث عندما يتوقف القتال؟ وهل هناك طريقة لتحويل الكارثة الحالية إلى شيء بناء؟

بحسب صحيفة “The Hill” الأميركية، “لقد اكتشفت إسرائيل أنها لا تستطيع أن تتجاهل ستة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، علاوة على ذلك، كان التشجيع الضمني لحماس من قِبَل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإضعاف السلطة الفلسطينية بمثابة سياسة سخيفة في ظاهرها. وعلى العكس من ذلك، يتعين على الفلسطينيين أن يتأقلموا مع فكرة أن الصراع الحالي لن يجعل 9 ملايين إسرائيلي يغادروا أيضاً. إن السبيل الوحيد للمضي قدما هو في نهاية المطاف حل الدولتين. ولكن في أعقاب القتال الحالي، فإن الانتقال إلى حل الدولتين سيكون بمثابة امتداد لكلا الجانبين في المستقبل المنظور”.

وتابعت الصحيفة، “منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، تم إهدار العديد من فرص المضي قدمًا. وفي قمة كامب ديفيد عام 2000، عرض رئيس الوزراء إيهود باراك إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية. ولكن ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ببساطة لم يستطع أن يجيب بنعم، وبدلاً من ذلك أطلق العنان للانتفاضة الثانية والتي راح ضحيتها أكثر من 4000 فلسطيني و1500 إسرائيلي. أما على الجانب الإسرائيلي، فتم تأجيل كل المناقشات حول حل الدولتين بشكل فعال منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في عام 2009. إن سياسة الأخير المتمثلة في تجاهل القضية الفلسطينية، وفكرة أن إنشاء سلسلة من البانتوستانات في الضفة الغربية أمر مقبول، تثبت أن همه الوحيد كان إعادة انتخابه، وليس الحكم الفعلي أو خلق مستقبل قابل للحياة”.

وبحسب الصحيفة هناك ثلاثة اقتراحات عما يمكن أن يحدث في اليوم التالي لانتهاء القتال. ويتمثل الاقتراح الأول “بإشراك قوة حفظ السلام العربية في معظمها، والتي تتكون من الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية وقطر وربما دولة أو اثنتين من الدول الأوروبية أو الآسيوية ذات الخبرة في حفظ السلام، عندما يتوقف القتال. وستطلب قوة حفظ السلام من مصر إبقاء معبر رفح مفتوحا، وهو المعبر الوحيد بين غزة ومصر، وسيكون على القوات ضمان عدم دخول أي أسلحة أو بضائع مهربة. وسوف تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على معابرها الحدودية في غزة، ولكن قوة حفظ السلام في رفح ستمكّن سكان غزة من الوصول إلى العالم الخارجي وأسواق التصدير وجلب السلع والمساعدات الإنسانية”.

وتابعت الصحيفة، “أما الاقتراح الثاني فيتمثل في إعادة الإعمار بإشراف القوة الدولية. في الواقع، ستكون هناك حاجة إلى عملية إعادة إعمار واسعة النطاق لغزة، ويجب أن تذهب الأموال إلى بناء البنية التحتية لشعب غزة، وليس إلى حماس، فالقطاع بحاجة ماسة إلى اقتصاد فعال. قبل الحرب، كانت نسبة البطالة تقدر بنحو 50%، أمل في أيلول، تحديداً قبل أسابيع قليلة فقط من 7 تشرين الأول، فتحت إسرائيل معبر غزة أمام 18 ألف عامل للعمل في إسرائيل يوميا، معظمهم في الزراعة والبناء. ويتقاضى العامل أجراً أعلى بكثير من الأجر الذي يتقضاه في غزة. وفي أعقاب أحداث 7 تشرين الأول، لن تسمح إسرائيل للعمال الغزيين بالعودة إلى القطاع”.

وبحسب الصحيفة، “يتمثل الخيار الثالث في قمع المستوطنين الإسرائيليين. إن إحدى العواقب التي لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ للحرب الحالية هي أن الأعضاء البارزين في ائتلاف نتنياهو اليميني وأتباعهم من المستوطنين استغلوا الفوضى لطرد الفلسطينيين من بساتينهم ومنازلهم وقراهم في الضفة الغربية. وفي الواقع، تصاعدت أعمال العنف نتيجة لذلك. وتنفق إسرائيل على المستوطنين ضعف ما تنفقه على المواطنين في بقية أنحاء إسرائيل”.

ورأت الصحيفة أن “ما سبق ليس بالأمر السهل، وربما ن غير المرجح تحقيقه، كما وأن الأمر يعتمد بشكل كبير على دول الخليج في التمويل، في وقت تنفق فيه هذه الدول مبالغ ضخمة على تنويع اقتصاداتها. أضف إلى ذلك أن الأمر سيتطلب أيضًا تغييرًا في الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يبدو مرجّحًا”.

وختمت الصحيفة، “إذا لم يتم التوصل إلى حلول طويلة الأمد في أعقاب الأحداث الكارثية الأخيرة، فسوف يشهد العالم على صراع مماثل من جديد في غضون سنوات قليلة”.

شارك الخبر: