عرب وعالم

الـ”The Telegraph”: هل تنجح واشنطن في تجنب الصراع مع إيران والصين؟

25 تشرين الأول, 2023

من المتوقع أن تشتد الحرب بين حركة حماس وإسرائيل خاصة في حال أقدمت الأخيرة على غزو غزة برياً. وتتجمع القوات الإسرائيلية بقوة على طول الحدود، وقد أخبر وزير الدفاع يوآف غالانت القوات المنتظرة أنهم سيرون غزة قريباً “من الداخل. وستأتي الأوامر”.

وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “هذا الأمر، عندما يأتي، يمكن أن يكون الضربة الأولى في صراع أوسع بكثير. في البحر الأبيض المتوسط، تقف مجموعة حاملة طائرات أميركية في حالة حراسة، على أمل ردع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى عن محاولة التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل. وتتجه مجموعة ثانية إلى الخليج الفارسي إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي، كما وتم الاحتفاظ بقذائف المدفعية التي كانت متجهة في السابق إلى أوكرانيا لإسرائيل

وتابعت الصحيفة، “في الوقت نفسه، وعلى الحدود الجنوبية مع لبنان، تتزايد حدة تبادل إطلاق النار مع حزب الله. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الصراع المباشر سيؤدي إلى “دمار لا يمكن تصوره” للبنان وللحزب. ها قد بدأ العالم يحشد للحرب، خاصة وأن الصراع محتدم بالفعل في أوروبا، حيث تخوض القوات الروسية والأوكرانية عمليات هجومية وهجومية مضادة. في الواقع، إن تداعيات الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل قد تؤدي الآن إلى اشتعال منطقة الشرق الأوسط. وإن قرار اشتعال المنطقة يقع جزئياً على عاتق إيران، التي تمول كلا من حماس وحزب الله، والتي أصبحت الآن على بعد لحظات من احتمال إغراق العالم في حرب عالمية ثالثة”.

وأضافت الصحيفة، “حذّر وزير الخارجية الإيراني إسرائيل من أنه إذا لم تتوقف الحرب “على الفور”، فإن “كل شيء ممكن في أي لحظة، وستخرج الأمور عن السيطرة”. من جانبه، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من خطر حقيقي للغاية يتمثل في “تصعيد كبير” للهجمات على القوات الأميركية والمدنيين. وفي الحقيقة، لديه سبب وجيه للقلق، فإيران لا تكتفي بالتهديد شفهياً، والآن يبدو أن وكلاءها الإقليميين مصممون على توريط الولايات المتحدة بشكل أكبر، حيث يهاجمون القوات الأميركية بطائرات مسيّرة وصواريخ في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق والتنف في سوريا”.

ورأت الصحيفة أن “إيران لا تُنكر هذا الأمر. وبالفعل، أسقطت سفينة حربية أميركية ثلاثة صواريخ كروز أطلقها الحوثيون في اليمن، والتي لو اتجهت شمالاً كان من المحتمل أن تستهدف هذه الصواريخ إسرائيل. وفي الواقع، إذا نجح مثل هذا الهجوم فسوف يخلّف عواقب بعيدة المدى على إيران، حيث من المحتمل أن يؤدي الانتقام الإسرائيلي المؤكد إلى نشوب حرب مباشرة، وبالتالي تورط الولايات المتحدة. الوضع متوتر بشكل لا يطاق، وحتى مع تراجع التزامه بالحرب في أوكرانيا، يجد الغرب نفسه مرة أخرى في مواجهة تحديات من قِبَل أنظمة غير ديمقراطية. إن الموارد المتاحة لإسرائيل ليست غير محدودة، وبالإضافة إلى الحفاظ على إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، يتعين على أميركا أيضاً أن تقلق بشأن جناحها في المحيط الهادئ”.

وبحسب الصحيفة، “تنخرط واشنطن بشكل محموم في إعادة تجهيز جيشها لمواجهة التهديد الذي يشكله النظام الشيوعي الصيني الذي يزداد عدوانية، ويعتزم إعادة التوحيد مع تايوان بالقوة إذا لزم الأمر. ومع احتدام الحرب والمنافسة بين القوى العظمى في أوروبا، وتورط الولايات المتحدة بشكل متزايد في الشرق الأوسط، فإن النظام الشيوعي في بكين قد يرى في ذلك فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة في كل جيل. ومع انقسام الاهتمام الأميركي، فقد تقرر إيران استفزاز الولايات المتحدة في محاولاتها لفرض هيمنتها الإقليمية، في محاولة لدفع الأميركيين إلى فك الارتباط وترك إسرائيل تقف بمفردها”.

وتابعت الصحيفة، “ليس من الصعب أن نرى كيف يمكن لعمل عدائي غير محكم أن يؤدي إلى رد فعل عسكري وأن نرى الوضع في الشرق الأوسط يبدأ في الخروج عن سيطرة أي زعيم فردي، ويعطي الصين الفرصة لمحاولة توجيه ضربة قاتلة إلى تايوان، وهي الضربة التي ستؤدي حتماً إلى رد فعل أميركي. وفي غضون أشهر، قد تتورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في حربين مدمرتين، وتمويل حرب ثالثة في أوكرانيا”.

وختمت الصحيفة، “حتى الآن، لم تتوان واشنطن وحلفاؤها في دعمهم لإسرائيل وكييف. وكما يقول المثل القديم، إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب”.

شارك الخبر: