لماذا شكل حلفاء النيجر تحالف عسكري؟
في خطوة استباقية لأي تدخل عسكري محتمل من قبل مجموعة ” إيكواس” شكلت مالي والنيجر وبوركينا فاسو تحالفا عسكريا واتفاقا للدفاع المشترك لمواجهة الضغوط الإفريقية والأوروبية.
ووفق تقديرات خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الحلف الجديد الذي يشبه “الفيدرالية الإفريقية” بغرب إفريقيا، يأتي في أعقاب انحياز مجموعة دول غرب إفريقيا” إيكواس” للموقف الفرنسي، ويمهد لأوضاع جديدة في تلك المنطقة، لكن استمراره مرهون بالقوة العسكرية لتلك البلدان ومدى صمودها في وجه العقوبات الاقتصادية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي دومينيك كارايول، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن استمرار دعم العسكريين للاحتجاجات الشعبية المناهضة للوجود الفرنسي والغربي في دول الساحل، وتشويه صورة الغرب، من شأنه أن يعزز سلطة العسكريين الجدد في الداخل والخارج، وبخاصة بعد تلكؤ فرنسا في سحب قواتها من المنطقة.
ورأى أن هذا التحالف متوقع وبعد الانقلاب في البلدان الثلاث شعرت تلك المجالس العسكرية بضرورة التعاون العسكري والثقافي والاقتصادي بينهم لمواجهة الضغوط الخارجية والعقوبات الغربية ودول إيكواس، مشيرا الى أنه قد يكون دعاية أو مناورة سياسية أكثر من تحالف عسكري فعلي وإن كان تواجده يهدد “إيكواس” ويثير الشك حول استمرار بقائها.
وقال إن هذا التحالف تم بفعل التهديدات الداخلية وبينها السلطات العرقية والجهوية فضلا عن تواجد التنظيمات الإرهابية، فضلا عن التهديدات الفرنسية للدول الثلاثة بعد تراجع علاقاتها مع باريس، وإن الموقف الموحد في الدول الثلاث تجاه تهديدات مجموعة إيكواس بتنفيذ عمل عسكري محتمل في النيجر عقب الانقلاب الأخير، يثير المزيد من القلق والمخاوف من احتمال تفكك وانهيار إيكواس بعد الانقسامات الأخيرة بين أعضاء المجموعة حول التدخل العسكري من عدمه لأن ذلك يهز ثقة الدول الأعضاء بالمنظمة الإقليمية.
بدوره، يقول الخبير العسكري في مالي أداما دياباتي، لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن البلدان الثلاثة لديها الجاهزية العسكرية بعد هذا الميثاق لمواجهة أي عدوان داخلي أو خارجي، كما أن التحالف الجديد يزيد قوتها العسكرية ضد أي مواجهة محتملة.
وأشار الى أن دولة مالي تتمتع بأكبر قدر من الخبرة العسكرية، تليها بوركينا فاسو والنيجر، وكل الدول الباقية لا تضاهيها، ولم تخض أبدا أي حرب حتى نيجيريا نفسها القوة العسكرية الأكبر في مجموعة إيكواس. وإن أي تدخل عسكري في تلك البلدان سيثير الاضرابات في المنطقة ويساعد تنظيمات الإرهابية والحركات الانفصالية على التمدد والظهور.
واضاف أن التدخل الفرنسي في أي بلد من البلدان الثلاثة وخصوصا النيجر لن يتم إلا بموافقة الولايات المتحدة لأن فرنسا لا تملك الوسائل لشن حرب في هذه المنطقة.