عرب وعالم

ويتكوف وكوشنر إلى موسكو: مفترق حاسم في مفاوضات السلام

1 كانون الأول, 2025

في تطوّر سياسي لافت على خطّ الحرب الأوكرانية، يتوجّه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومعه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى موسكو اليوم الإثنين، لوضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صورة ما وصلت إليه الاتصالات الأخيرة بين واشنطن وكييف.

وتأتي الزيارة بعد جولة محادثات مطوّلة استضافها نادي “شيل باي” قرب ميامي، وهو النادي المملوك لشركة ويتكوف العقارية، وشكّلت المحادثات واحدة من أكثر الجلسات حساسية منذ استئناف النقاشات حول مسار التسوية.

وبحسب مصادر أميركية رفيعة، فإنّ الجولة الأخيرة تناولت نقاطاً شديدة التعقيد، أبرزها مسألة تحديد موعد محتمل لانتخابات جديدة في أوكرانيا، إضافة إلى تصوّرات أولية لعمليات تبادل أراضٍ بين موسكو وكييف.

إلا أنّ ملفات أخرى بقيت معلّقة، لا سيما شكل الضمانات الأمنية الغربية التي تطالب بها أوكرانيا، وما إذا كانت روسيا ستواصل الإصرار على اعتراف دولي بالمناطق التي ضمّتها منذ عام 2022، وفق ما نقلت وول ستريت جورنال.

أما كييف، فتبقى مقيدة بدستور يمنع التنازل عن أي أرض من دون استفتاء، ما يجعل هذا البند تحديدًا أحد أكثر العناصر تفجّرًا على طاولة التفاوض.

وفي ظلّ هذه التعقيدات، يجد الرئيس فولوديمير زيلينسكي نفسه تحت ضغط داخلي غير مسبوق، عقب فضيحة الفساد التي هزّت مكتبه وأطاحت برئيسه أندريه يرماك وعدد من المقرّبين، ليحلّ مكانه رستم أوميروف الذي تولّى رئاسة الوفد المفاوض مع الأميركيين.

وشدّد أوميروف، ومعه شخصيات أمنية ودبلوماسية بارزة بينها رئيس الاستخبارات الخارجية أوليه إيفاشينكو ورئيس الأركان أندريه حناتوف، على عمق الدعم الأميركي لكييف قائلاً: “الولايات المتحدة تُصغي لنا، تدعمنا، وتسير إلى جانبنا”.

وبعد انتهاء المحادثات، وصف أوميروف الاجتماعات بأنها “مثمرة”، مؤكداً أنّ كافة القضايا الحيوية للشعب الأوكراني طُرحت بوضوح، فيما أظهر الأميركيون “دعماً قوياً”.

أما نائب وزير الخارجية سيرجي كيسليتسيا، فاختار تشبيه المشهد بالأحوال الجوية: “التغيّرات الصغيرة قد تقود إلى نتائج كبيرة”.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد أنّ هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق، لكنه لم يُخفِ وجود “مشاكل صغيرة وصعبة” أمام أوكرانيا، ملمّحاً إلى أنّ فضيحة الفساد لا تخدم موقفها التفاوضي.

وكان زيلينسكي قد توقّع التوصّل إلى صيغة واضحة بعد الاجتماعات السابقة في جنيف، حيث قدّمت كييف مقترحات مقابلة للمسودة الأميركية التي تضمنت حديثاً عن التنازل عن دونباس.

لكنّ القيادة الأوكرانية، التي تعيش توتراً سياسياً داخلياً وتواجه اتهامات واسعة بالكسب غير المشروع في قطاع الطاقة، تحاول تجنّب أي صيغة تصبّ في مصلحة موسكو، خصوصاً في ظل تقدّم القوات الروسية على خطوط الجبهة.

شارك الخبر: