اتفاقية دفاع استراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة وتوسّع كبير في الاستثمارات المتبادلة

وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار الشراكة الاستراتيجية والروابط التاريخية التي تجمع البلدين منذ أكثر من تسعين عاماً، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية “واس”. وأشارت الوكالة إلى أنّ الاتفاقية تمثّل خطوة محورية لتعزيز الشراكة الدفاعية طويلة المدى، وتعكس التزام الجانبين بدعم السلام والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت “واس” أنّ الاتفاقية تكرّس كون المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة شريكين أمنيين قادرين على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، بما يعمّق التنسيق الدفاعي طويل الأجل، ويعزّز قدرات الردع ورفع مستوى الجاهزية، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية وتكاملها بين الطرفين. كما تضع الاتفاقية إطاراً متيناً لشراكة دفاعية مستمرة تسهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين.
وفي السياق نفسه، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة والسعودية وقّعتا عدداً من مذكرات التعاون، من بينها “مذكرة تفاهم تاريخية” في مجال الذكاء الاصطناعي، واتفاقية للتعاون في المجال النووي المدني، وأخرى في مجال المعادن الحرجة.
وأشار البيت الأبيض إلى أنّ الرئيس ترامب وافق على صفقة مبيعات دفاعية كبيرة تشمل تسليم طائرات “إف-35” مستقبلاً، إضافة إلى اتفاق لبيع نحو 300 دبابة أميركية للمملكة. كما أوضح أنّ الجانبين اتفقا على تعزيز التواصل في الأسابيع المقبلة بشأن قضايا التجارة.
من جانبه، كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أكد في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أن المملكة تعتزم رفع حجم استثماراتها في الولايات المتحدة لتصل إلى نحو تريليون دولار، موضحاً خلال لقائه الثنائي مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، أن السعودية يمكنها زيادة استثماراتها الحالية لتبلغ هذا المستوى.
وقال ولي العهد إن للمملكة استثمارات متنوّعة في قطاعات عدة تربطها بالولايات المتحدة، مؤكداً أن الولايات المتحدة دولة مهمة ذات اقتصاد قوي، وأن من المهم للمملكة أن تستثمر معها في مختلف القطاعات.
في المقابل، وصف الرئيس ترامب اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان بأنه “رائع”، مشيراً إلى أن المملكة ستستثمر نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، مع الأمل في أن ترتفع هذه الاستثمارات لتصل إلى تريليون دولار. وأعرب عن تقديره للاستثمارات السعودية في الاقتصاد الأميركي، مؤكداً أن التعاون المشترك بين البلدين سيفتح آفاقاً واسعة لخلق فرص عمل جديدة.
وشدد ترامب على متانة التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرياض، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد شراكات واتفاقيات أكبر، مؤكداً في الوقت نفسه أن المملكة ستحظى بأفضل الأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية في العالم.
