قمة بن سلمان – ترامب: حضور لافت لـ”الملف اللبناني” وسط دعوات لإصلاحات حاسمة

توجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تحمل طابعًا استراتيجيًا، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن. ومن المنتظر أن يلتقي ولي العهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث سبل تطوير الشراكة بين البلدين، واستعراض مسارات التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التطرّق إلى أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشير المعلومات إلى أنّ الملف اللبناني سيحضر بدوره على طاولة القمة المرتقبة بين ترامب وبن سلمان، في ظلّ التطورات المتسارعة في المنطقة وتأثيراتها المباشرة في الساحة اللبنانية.
فبحسب مصادر صحيفة “اللواء، يعتبر هؤلاء المراقبون أن زيارة ولي العهد السعودي في الوقت الحاضر، الى واشنطن ولقاءه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، يشكلان مناسبةً مهمةً لطرح مشكلة الاستهدافات الاسرائيلية التي لا تتوقف على لبنان، وكيفية مساعدة الولايات المتحدة من موقعها الضاغط، وحل المشاكل بين لبنان واسرائيل.
وفي المقابل، يشدّد هؤلاء المراقبون على ان المطلوب من السلطة اللبنانية بكل مسؤوليها، ان تلاقي الاندفاعة السعودية هذه، بإكمال خطى النهوض بالدولة، والاستمرار باتخاذ الاجراءات المطلوبة لانهاء مشكلة السلاح غير الشرعي، في اي موقع كان، وتشديد الاجراءات اللازمة لمكافحة صناعة المخدرات ومنع تهريبها للدول الشقيقة والصديقة، وإحكام الرقابة على كل مرافق الدولة من دون استثناء، وتثبيت الامن والاستقرار، لإعادة الثقة المفقودة بالبلد، ومنع تكرار اي ممارسات او ارتكابات، قد تؤدي الى زعزعة هذه الثقة مجددًا، والعودة الى الماضي.
في سياقٍ متصلٍ، كشفت الدبلوماسية الاميركية باربارا كيف لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن الملف اللبناني سيحضر في قمة الرئيس دونالد ترامب والامير محمد بن سلمان، وسيكون بندًا من بنود جدول الاعمال، على ان تتم مساعدة لبنان ماليًا واقتصاديًا ليتمكن من الوقوف على قدميه.
وأوضحت أن التغييرات التي شهدتها المنطقة تشمل عدّة جوانب، ومنها ما سمّته”السحق الكبير لحزب الله”، مما “أتاح فرصةً لترسيخ سيادة الدولة فعلًا في لبنان”.
واعتبرت كيف أن لبنان “سيكون بالتأكيد سمةً من سمات جدول أعمال” الزيارة، علمًا بأن “هناك تحفظًا أو حذرًا من القيادة السعودية بشأن التدخل مجددًا قبل أن تقوم القيادة اللبنانية بالعمل اللازم لنزع سلاح حزب الله”، وكذلك “لإحراز تقدم، على وجه الخصوص، في قضايا الإصلاح الاقتصادي”، مشيرةً إلى “فسادٍ مستشرٍ وإساءة استخدام للثقة العامة”.
ومع ذلك، عبّرت عن اعتقادها بأن الرئيس ترامب ومستشاريه “سيدفعون باتجاه مشاركة سعودية أكبر، دبلوماسيًا وماليًا” لإنعاش لبنان.
