عرب وعالم

معركة الأنفاق تتجدد: واشنطن تقترح حلًا مشروطًا لحماس.. وإسرائيل تكثف جهودها لتدميرها!

6 تشرين الثانى, 2025

تصاعدت حدة التوتر مجدداً في قطاع غزة مع عودة ملف الأنفاق إلى صدارة الأولويات العسكرية الإسرائيلية، في وقت تقترح فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلاً مشروطاً لمسلحي حركة “حماس” في أنفاق رفح، عبر استسلامهم وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث مقابل عفو إسرائيلي. تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي واشنطن لتفادي أي تهديد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار، وتحويل ملف الأنفاق إلى مشروع تجريبي لنزع سلاح حماس تمهيداً لتطبيقه على نطاق أوسع، في حين تعكف تل أبيب على تطوير تقنيات متقدمة لضمان القضاء على شبكة الأنفاق التي تعد العمود الفقري لقدرات الحركة العسكرية.

وفي التفاصيل، ذكرت القناة الإسرائيلية 12، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح على مسلحي حركة “حماس” الموجودين في أنفاق رفح بقطاع غزة الاستسلام وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث، مقابل منحهم عفواً إسرائيليًا مشروطًا.

ونقلت القناة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تعتبر المسلحين الذين ما زالوا داخل الأنفاق بمثابة “مصدر توتر وتهديد” لاتفاق وقف إطلاق النار، وتسعى إلى إزالة هذا “اللغم” الأمني. كما أكدت الإدارة الأميركية لإسرائيل أنّ هذا الوضع يمكن أن يتحول إلى مشروع تجريبي لنزع سلاح حماس في غزة، تمهيداً لتطبيق النموذج لاحقاً في مناطق أخرى من القطاع.

وبين ركام الأبنية المدمرة في غزة، تتشكل معالم فصل جديد من الحرب الإسرائيلية على حماس، تحت عنوان “معركة الأنفاق”. بعد أكثر من عامين من المواجهات الدامية، عادت تل أبيب لوضع ملف الأنفاق في صدارة أولوياتها العسكرية، باعتباره — وفق ما صرح به وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس — العمود الفقري لقدرات الحركة العسكرية.

وأشار كاتس إلى أن “60 بالمئة من أنفاق حماس ما تزال قائمة”، مما أثار تساؤلات حول قدرة الحركة على الحفاظ على بنيتها التحتية تحت الأرض، ومدى نجاح إسرائيل في تدمير ما تصفه بـ”الشريان الخفي” لحماس، والذي شكّل طوال سنوات مصدر تهديد دائم للجيش الإسرائيلي ومستوطنيه.

وأوضح الوزير أنّ عملية “تجريد غزة من السلاح” لا تقتصر على نزع أسلحة الفصائل، بل تشمل أيضاً “القضاء الكامل على شبكة أنفاق حماس”، مشيراً إلى أنه وجّه الجيش لوضع هذا الملف على رأس أولوياته في المنطقة الصفراء الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وتشير التقديرات العسكرية إلى أنّ شبكة الأنفاق تضم نحو 1300 نفق يمتد طولها الإجمالي لحوالي 500 كيلومتر، وبعضها يصل عمقه إلى 70 متراً، ما يجعل مهمة تدميرها معقدة وتتطلب تقنيات متطورة.

ووفق تقارير إسرائيلية، فقد استخدم الجيش في عملياته الأخيرة “الروبوتات المفخخة” وأجهزة استشعار متقدمة لاختراق باطن الأرض، إلى جانب أنظمة تجسس جوية لرسم خريطة دقيقة لشبكة الأنفاق. كما كشف موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي عن اعتماد تل أبيب على أدوات متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات استشعار متعددة الطبقات، صممت خصيصاً لاستكشاف أعماق الأرض في غزة.

شارك الخبر: