“نموذج لبنان” قد ينتقل إلى منطقة فلسطينية.. تقريرٌ يُحدّدها ويكشف ما يُرعب إسرائيل!
أظهرت معطيات إسرائيلية نشرها جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)، إحباط مئات العمليات التي شكّلت الضفة الغربية في فلسطين مُنطلقاً أساسياً لها، ما يشير إلى احتمالية مرتفعة لشن عملية عسكرية واسعة على غرار التي وقعت مطلع خلال شهر الماضي بمدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وبحسب ما ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي، فإن معطيات جهاز الأمن تشير إلى أنه منذ بداية العام أحبط “الشاباك” 480 عملية كبيرة، قبل وقت قصير من تنفيذها، معظمها من الضفة الغربية، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تثير قلقاً كبيراً في أوساط الجيش الإسرائيلي نظراً لضخامتها.
ومن بين العمليات التي تم إحباطها نحو 300 عملية إطلاق نار، على غرار هجوم وقع السبت قبل الماضي في تل أبيب، وقتل خلاله عنصر أمن إسرائيلي، ونفذه فلسطيني من منطقة جنين.
ووفقاً لتقرير “واللا”، فإن “التركيز ينصبُّ على جنين بشكل خاص ومنطقة الضفة الغربية بشكل عام، حيث التواجد الكبير لحركة الجهاد وحماس، إلى جانب الأموال الكبيرة التي نقلها الإيرانيون وحزب الله، لتفعيل الجبهة ضد إسرائيل”، وأضاف: إن حجم الأموال والنوايا الإرهابية ينعكس أيضاً في الجهود المبذولة لتهريب الأسلحة والذخيرة بمعدل غير مسبوق، وبطريقة تشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي والشاباك”.
ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر في قيادة جيش الإحتلال تحذيرها من أن “عملية أخرى واسعة النطاق في جنين هي مسألة وقت”، مشيراً إلى أن “الجيش الإسرائيلي يعتبر العام 2023 من أكثر الأعوام ضراوةً من حيث التصعيد الميداني”.
وتقول المؤسسة الأمنية في إسرائيل إن “سياسات السلطة الفلسطينية تساهم أيضاً في زعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة، بعد أن أدى التراخي الأمني في مدن وقرى الضفة لإيجاد فراغ استغلته إيران”.
مخاوف من “إستنساخ نموذج لبنان”
وإزاء كل ذلك، فإنّ التهديدات الإسرائيلية بمعاودة إقتحام مخيم جنين عادت لتبرز إلى الواجهة مُجدداً، لاسيما بعدما باتت الأوساط الإسرائيلية تعتبر أن السلطة الفلسطينية فشلت في إحكام سيطرتها هناك.
وفي تقريرٍ له، قال مراسل صحيفة “إسرائيل هيوم” هنان غرينوود إنّ “جيش الاحتلال يدرك أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل بالفعل في الميدان، لكنها ليست فعّالة داخل المخيم، وهذا هو أصل المشكلة، لأن الحلقة تضيق مرة أخرى، وشيئًا فشيئًا، يتم إحكام الحلقة حول المخيم مرة أخرى، ويقترب اليوم الذي ستعود فيه قوات الجيش إلى هذه المنطقة الإشكالية، بدليل اغتيال 3 مسلحين كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم”.
ونقل التقرير عن أوساط داخل الجيش قولها إنه “مقابل كل مئة هجوم يتم إحباطه، هناك هجوم واحد ينجح، وكان العدوان الأخير في جنين مقدمة لسلسلة من العمليات التي ينبغي تنفيذها في الميدان”، وأضاف: “في الوقت الحالي، لا يزال الجيش يمنح الأجهزة الأمنية الفلسطينية فرصة لإثبات نفسها، لكن الوقت ينفد”.
وذكر غرينوود إن “من بين التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، خطر إطلاق الصواريخ في شمال الضفة الغربية”، زاعماً أن “تل أبيب لن تسمح باستنساخ نموذج لبنان هناك”، مشيراً إلى أنّ “أحد أسباب العدوان الأخير في جنين هو الحيلولة دون امتلاك المقاومة الفلسطينية سلاحًا يكسر المعادلة، مثل إطلاق طائرات دون طيار وتفجيرها بجنود الاحتلال”.
وأكد أن “القناعة السائدة في أوساط جيش الاحتلال هي أن هذه الصواريخ ستصل للمزيد من المسلحين الذين يحاولون تحقيق إنجاز أو آخر”، وأضاف: “مع ذلك، ففي الوقت الحالي، ووفقًا لجميع التقديرات، فإن ما يجري هي محاولات لتخويف الإسرائيليين، وغرس أجواء من القلق في أوساطهم، والتحدي الأكبر الذي يواجه الجيش منذ أكثر من عام وحتى الآن هو الحاجة لوقف موجة العمليات الجارية في شمال الضفة الغربية”.
وختم بالقول: “صحيح أن العديد من العمليات انتهت بأعجوبة، دون وقوع إصابات، لكن الجيش يدرك أن هذه مسألة حظ، والتقديرات تشير إلى أن الهجمات في جميع أنحاء الضفة الغربية هي نتيجة لأصداء قادمة من شمالها، ما يجعل عيون الجيش والشاباك مفتوحة باستمرار على مناطق أخرى من الضفة الغربية من أجل الحفاظ على الهدوء الأمني”. (عربي21)